تدمير الجيش اليمني من يخدم ¿! ولمصلحة من ¿!

في كل دول العالم الغني والفقير والمتوسط على حد سواء تحرص كل دولة كل الحرص إن من أولى أولوياتها أن يكون لها جيشا وطنيا قويا يحمي السيادة الوطنية والاستقرار ويحمي المنجزات والاستثمارات والمشروعات الإستراتيجية وأن يكون ولاؤه للوطن وليس للأفراد أو للأحزاب أو للقبيلة . وتبذل دول العالم جل اهتمامها أن يظل جيشها قويا وبعيدا عن الصراعات القبلية أو الصراعات الحزبية وأن يكون محايدا لا يتبع طائفة معينة أو مذهب معين , كما هو الحال في كثير من دول معروفة وهي دول عربية بالتحديد , كالجزائر ومصر ولبنان وتونس وغيرها من الدول الأجنبية . ولكن الجيش اليمني الذي تم بناؤه وتدريبه وتأهيله وإعداده الإعداد الجيد والعالي والمتقن كما ونوعا قد تعرض لكثير من العوائق التي أدت إلى تشتته وتعدد ولاءاته , كما تم بناء الكليات العسكرية النوعية والكليات العليا والمعاهد الفنية وذلك لتأهيل الجيش اليمني بالإضافة إلى ابتعاث الآلاف من منتسبي القوات المسلحة والأمن إلى كثير من دول العالم للتدريب والتأهيل والإعداد في شتى تخصصات القوات المسلحة والأمن , وقد عادوا جميعا وهم على درجة عالية من الجاهزية والاستعداد وحب الانتماء إلى هذه المؤسسة الدفاعية الوطنية وقد تم الإنفاق على هذه المؤسسة عشرات الملايين من الدولارات على مدى عشرات السنين لتزويد القوات المسلحة بأحدث الأسلحة والمعدات والآلات والتجهيزات وأصبح لدينا جيش وطني كبير يتمتع بالجاهزية القتالية ومكافحة الإرهاب وحماية الوطن وأراضيه برا وبحرا وجوا ولم يتم بناء هذا الجيش على أساس الاعتداء على الآخرين أو تهديد أمنهم واستقرارهم ولكنه بني من أجل اليمن وحمايتها من أي اعتداء خارجي .
ولكن هناك مشكلة كبرى صاحبت بناء هذا الجيش وهو أنه تم توزيعه وتقسيمه وتفصيله وترسيخ ولاؤه للأشخاص النافذين الذين تولوا أمره , فهذا اللواء العسكري يتبع فلان الفلاني وهذا المعسكر يتبع اللواء فلان الفلاني وهذا اللواء يتبع الشيخ فلان الفلاني وهذه الكتيبة لحماية الشيخ فلان الفلاني وهكذا تم بناء الجيش على هذا الأساس .
وكذلك فعلوا بالأمن العام الذي لم يسلم من التقسيم وتعدد الولاءات وبات الجيش والأمن موزعا ومقسما ومحسوبا على أفراد وجماعات ومشائخ . وعلى الرغم من ولاء الجيش الظاهري للوطن إلا أنه كان ولاءا صوريا وشكليا , وكان النظام يهدف من هذا كله إلى حماية نفسه وحماية مصالحه وضمان البقاء في الحكم وعدم التفكير في الانقلاب عليه . أي أن هذا الجيش قد ظل ولاؤه لعشرات السنين للأشخاص والأفراد الذين تولوا قيادته ولم يكن ولاؤه لله وللوطن كما يقول شعارهم , وإنما كان الولاء الأول لمن يقوده ويأتمر بأمره وما بني على باطل فهو باطل .
وقد رأينا عام 2011م كيف انقسم الجيش وانشق بعضه عن البعض الآخر وكل قائد معسكر أو لواء أو كتيبة انشق مع قائده وهذه نتيجة طبيعية كان الكل يتوقعها . ثم جاءت مرحلة الهيكلة الخاطئة التي كان مهندسها الأول هو المدعو بالرئيس الهارب خارج البلاد عبد ربه منصور هادي وكيف استقدم الخبراء من دول العالم الذين بدورهم أحضروا معهم شناطهم وحقائبهم ومعداتهم من(بانات وصواميل ودساميس ومسامير وزيوت وشحم وقطع غيار) وشلحوا الجيش وفككوه قطعة قطعة , أقصد هيكلوه , ومنذ عام 2012م وعبد ربه يهندس لتفكيك الجيش والأمن وإعادة هيكلته وتعدد ولاءاته ووزعه إلى ألوية وكتائب ومعسكرات صغيرة وقسمه بين قبائل وعشائر وضباط محافظة أبين من المقربين إليه وكان لجلال هادي نصيبه من هذه الهيكلة .
ولم يكتف هادي بتمزيق الجيش وتوزيعه على سبع مناطق عسكرية بل قدم الجيش والأمن لقمة صائغة ووجبة جاهزة للقاعدة في كل من أبين وشبوة وحضرموت تحت مسمى محاربة ومكافحة القاعدة في تلك المحافظات , ثم تقاسم الغنائم المالية مع وزير دفاعه الفاسد الأكبر في القوات المسلحة اللواء محمد ناصر أحمد الذي أنفق على مسرحية مكافحة الإرهاب في الجنوب وبتوجيهات وأوامر (هبل الأكبر) عبد ربه منصور هادي , حيث أنفقوا أموالا هائلة من خزينة البنك المركزي ما يعادل 85 مليارا من الريالات لمكافحة القاعدة , حيث كانوا يطاردون القاعدة من مكان إلى مكان آخر . وفي نهاية المطاف عادت القاعدة أكثر قوة وأكثر عددا وعتادا وغنائم من الجيش وقتلت المئات منهم في عدد من المعارك الوهمية وكان الجيش هو الضحية وهو المقتول والمهزوم والمعتدى عليه .
إذا فإن الهدف من تدمير الجيش اليمني وتدمير أسلحته الثقيلة بهذه القسوة وبهذه الوحشية وباستخدام القوة المفرطة من الجو من العدوان الهمجي العربي المتحالف مع حكومة الرياض هو إنهاء دور الجيش اليمني الدفاعي والقتالي وذلك تلبية لرغبات محلية وخارجية وهي الفرصة المواتية للقضاء على الجيش اليمني وأسلحته البرية والبحرية والجوية . وهذا معناه وباختصار شديد وصريح هو تسليم اليمن بأكمله لتنظيم القاعدة وداعش حتى يسرح ويمرح ويرتعö ويلعب وهو آمن في ظل غياب الجي

قد يعجبك ايضا