تنويعات
> كان كورنيش دجلة في الكاظمية هذا اليوم خاليا والرصيف مهشما وقد ظهرت التربة محفورة بعد أن اقتلع من فوقها الحجر الذي كان يغطي الجادة النهر هو الآخر لا يشبه النهر فقد بدا هزيلا كأنه ينسل غير ملتفت وغير آبه بشيء حتى بمظهره الذي يدعو للعطف هذا النهر لم يكن بهذه الهيئة يوما أعرفه كان يعلو الضفاف يتهددها أحيانا وفي كل يوم يخطف عددا من الغرقى.
الراكب والصيادون كانوا يلقون بشباكهم منتشين فتتعالى أصواتهم وأغانيهم يروحون ويجيئون إلى الضفاف بحث أنظار المتحولين الذين يعرفونهم بالاسماء ويحادثونهم وهم وسط النهر.
حتى البيوت المواجهة للنهر التي كانت تبدو مزهرة بالجيرانيون الأحمر على سياج الحدائق أو بأزهار الفل والجوي وكانت النباتات المتسلقة تلون الجدران بأخضر ورقي يميل مع الريح هذه البيوت بدت وكأنها وجه.
بعينين مفقوءتين بجدران سقط طلاؤها من الرطوبة أو الاهمال أبوابها علاها الصدأ ونوافذها لا تفتح قط وكنا نرى الجالسين وسط الصالات من الخارج واليوم أنظر إلى هذه «الفيلات» وكأنها غير مسكونة إلا بالاشباح ولا أجرؤ حتى على التأكد من ذلك.
يوم في بغداد- شوقي عبدالأمير
> قال: إلى أين¿ قالوا إلى أين! نمشي كأنا سوانا كأن هناك هنا بين بين كأن الطريق هو الهدف اللانهائي لكن إلى أين نمضي ومن أين نحن إذن¿ نحن سكان هذا الطريق الطويل إلى هدف يحمل اسما وحيدا.
إلى «أين»¿
محمود درويش «إلى سركون بولص»
> لم يصلبوا الروح لم يصلوا الجنان ولم يخنقوا اللحن! كنت مع الإخوة الصامدين تراها «فلسطين» حرية للنشيد إذا كان كنا وإن غاب عدنا لنرفعه فوق بحر ونهر فأرض فلسطين مملكة للضمير وللماء لابن الإله الذي لا ينام على الذل والبعد بل يعتلى سرجه فوق برق الوعول وما كذبوك!
المتوكل طه من قصيدة إلى مروان البرغوثي في حريته