خزي الخيانة

لا تجد الخيانة  ما يبررها إلا عندما يكون جدار الأخلاق والقيم الإنسانية قد تحطم في النفس والمجتمع, بحيث أصبح الخائن لا يخاف ما يعاب عليه أو يجد من يعيب فعل الخيانة عنده, وتكون هذه الخيانة أفظع وأشنع عندما تكون خيانة أوطان.
ولعل أفظع ما في الخيانة الوطنية أن تصبح بالوقاحة التي لا يتورع الخائن عندها من المجاهرة بما هو عليه من شناعة وقبح, فتراه يصرخ مستدعيا أعداء وطنه أو أعداء خصومه من بعض بني وطنه ليستبيح بهم كل حرمة للأوطان أقرتها أعراف الانسان منذ عاش على الأرض وفيها.
وقد كشفت لنا أيام التاريخ المشهود بعضا من أوجه الخيانات التي لم تخجل وهي تتباهى بخيانتها لأوطانها من مواقع أعداء الوطن وجبهات عدوانهم الآثم على شعوب, كانت تعتقد أن الخونة لم يصلوا بحقدهم على خصومهم إلى مستوى الدناءة التي تنكرت لوطنها وشعبها.
ولا يحتاج المواطن في هذه اللحظات الكاشفة إلى ذكر أسماء أساءت وجوه أصحابها بخزي الخيانة الوطنية, لكن ما يثير القرف فعلا, أن أسماء أخرى تعمه في طغيانها فلا تعتبر من أيام التاريخ وقد رأت بأم عينيها خزي المصير الذي صار إليه من سبقها إلى وحل الخيانة الوطنية, فاصطف بجبهة العدوان على شعبه ووطنه وسجل اسمه في قوائم العار والخزي اللذين لم تمحهما الأيام ولن تحسنهما الأعوام.
اليوم, وبين ظهرانينا, يتكرر المشهد, ويظهر في سماء يمننا الحبيب وعلى أرضه, اسماء من تلك التي لم تع بعد أن أوجهها تسوء بيننا بعار الخيانة وخزي الاصطفاف مع عدوان المعتدين على القيم والأخلاق قبل عدوانها على الشعوب والأوطان, وحين تحدثها عن عار الخيانة أو نذكرها بخزي المصير الذي آل إليه كل خونة الأوطان, تحاول أن تبرر خيانتها ببعض أعمال الخصوم من أبناء الوطن والتي لا تستحق أكثر من موقف وطني معارض ومناهض لكل بغي الإخوة في الوطن الواحد.
لا يسعني في هذا المقام وأنا شاهد حال ومقال سوى أن أذكر بخزي الخيانة وعار الخونة عل من في قلبه مرض بها أو من دفعته إليها خصومات السياسة وأحقاد الساسة, أن يتذكر فيعي ما هو عليه من ذل ومهانة, ثم يثوب إلى رشده ويتذكر وطنه فيصونه من عدوان المعتدين وخزي الخائنين خصوصا, ونحن في اليمن نعلم علم اليقين أن التحالف المعتدي كان عدوا لكل خير في اليمن وأهله, وأن الذين يقفون في جبهة العدوان كانوا أصحاب القرار وذوي السلطان الذين صنعوا باليمن كل تخلف وحرمان وأرادوا  أن ينهوا سيرتهم ومسيرتهم بخزي الخيانة والعدوان.
لم ولن تجد الخيانة الوطنية ما يبررها ففيها من المخازي ما يكفي لأن تكون خزيا لا يبرره منطق أو تاريخ, وقد ذهب السابقون إلى الخيانة بخزي التاريخ وسيذهب بها أتباعهم في كل زمان ومكان, فاعتبروا يا أولي الأبصار.

قد يعجبك ايضا