لإخواننا في الجنوب أقول ..

من أهم وأخطر القضايا التي يتم الاشتغال عليها بطريقة قذرة انتهازية ووصولية -خاصة من قبل جماعة الإصلاح -ما يتعلق بالصراع الدائر حاليا في الجنوب وبهذا الخصوص أحب أن أوضح التالي:
كنا ولا زلنا ندرك جيدا ونقدر عاليا حساسية الوضع في الجنوب وان جراح حرب 94م لم تندمل بعد , وما للقضية الجنوبية من خصوصية تجعلها  تقف على رأس القضايا الوطنية والسياسية المؤرقة للضمير والوعي الوطنيين وأكثرها استعصاء على الحلحلة حتى الآن ,وموقفنا منها واضح ومعلن ليس في مؤتمر الحوار الوطني بل منذ العام 1994م ومنذ اللحظة التي أعلن فيها الحرب حينها وفي  إطار مساعيه لوقف الحرب والتنديد بها عمل الشهيد القائد /حسين بدر الدين الحوثي على عقد ملتقى جماهيري موسع في صعدة رغم الظروف الأمنية العصيبة والهستيريا التي كانت تتلبس النظام آنذاك ,وفي نهاية الملتقى تلا الشهيد القائد بيان الملتقى المندد بالحرب مستنكرا لمزاعم ما سميت حينها “قوات الشرعية” لتبرير إعلانها الحرب.  وفي مؤتمر الحوار الوطني كنا اكبر المناصرين للقضايا الجنوبية التي لم تكن تقل في أهميتها لدى مكون أنصار الله عن قضية صعدة,وشكلنا مع مكون الحراك بقيادة محمد علي احمد –قبل إزاحته- ثنائيا متكاملا ونجحنا في إحداث توازن وازن  في مقابل القوى التقليدية كان له أثر كبير في فرض جملة من القضايا والمقررات التي لم يكن سهلا على القوى التقليدية القبول بها ان على صعيد القضية الجنوبية وقضية صعدة أو في بناء الدولة وإصلاح النظام السياسي ومؤسستي الجيش والأمن ,كما وقف بوجه كل المساعي للقوى التقليدية والرئيس المستقيل هادي الرامية إلى حرف مسار الحوار ,وإفراغ العملية الحوارية من مضمونها ,وفي هذه الأثناء كان هادي رأس الحربة لهذه القوى والخنجر الذي طعنوا به القضية الجنوبية والحوار من بعدها .
آنذاك افرز سير أعمال مؤتمر الحوار الوطني عن تكتلين أو جبهتين داخل أروقة موفمبيك التكتل الأول يضم أنصار الله والحراك الجنوبي بقيادة محمد علي أحمد وتكتل مقابل يضم القوى التقليدية إضافة لهادي .
ونظرا للفعالية التي كانت لهذا التكتل فقد ضاقوا به ذرعا ,حينها قال  القيادي في جماعة الإصلاح محمد قحطان تعبيرا عن ضيقهم بهذا التكتل “إن انصار الله والحراك يمسكون بالحوار من خصيتيه” .
وبعد ان تأكد لهم أن بقاء هذه الكتلة متماسكة خطر عليهم ,قرروا وبتواطؤ مع ممثل الأمم المتحدة وسفراء الدول العشر تفكيك هذه التكتل بأي شكل ومن ثم سعوا للإطاحة بمحمد على من رئاسة مكون الحراك واستبداله بالمطوع ياسين مكاوي إضافة لاستبدال غالبية مكون الحراك المحسوبين علي بن علي باخرين على شاكلة ياسين, كما عملوا على لي ذراع أنصار الله من خلال تحريك جبهة دماج وكتاف ,وتسهيل  قدوم العناصر التكفيرية من داخل اليمن وخارجها للالتحاق بجبهتي دماج وكتاف وحبهة حسين الأحمر ,وكان واضحا ان المقصود بها هو لي ذراع أنصار الله وضرب تحالفه مع الحراك  ,وبالنتيجة بعد تفكيك هذه الجبهة اصبح موقف أنصار الله اقل فعالية في مقابل الجبهة التي كان من ضمنها هادي ,وشرعت في فرض ارادتها وتشجعت أكثر على تجاوز التوافق كما حصل في وثيقة الضمانات وفي لجنة الأقاليم وقرار إنشاء وتشكيل الهيئة الوطنية ,وأصبحت الرغبة واضحة لدى هذه الأطراف في تحويل العملية الحوارية لشكل فارغ من المضمون .
اخذ هادي يمضي بخطوات حثيثة -من خلال سلطته وصلاحياته في إدارة هيئات الحوار-في الامتثال لرغبات ومشاريع قوى إقليمية ودولية وحلفائها المحليين  ضاربا عرض الحائط بالمعطيات الموضوعية التي كانت تسير باتجاه آخر ,وكانت كل خطوة يتخذونها تقابلها خطوة مضادة على الأرض ,ومسار الأحداث كان يسلك مسارات خارج إطار رغباتهم  وتحسم  على الأرض على غير ما قدروا لها حتى  فاجأهم زلزال 21سبتمبر 2014م.
عقب أحداث 21 سبتمبر كانت الفرصة لإحداث تغييرات جذرية واستكمال الخطوات الثورية  إلا ان مراعاة الوضع في الجنوب وقف اكبر عائق أمام استكمالها ,حينها كان أمامنا خياران  أو كنا بين نارين ,نار الضغط الشعبي والسياسي الذي يدفع بقوة لاستكمال الخطوات الثورية ,وتلقينا الكثير من التعنيف بالتفريط بالمنجز الثوري وتبديد الفرصة في التغيير إلا ان هذا لا يمكن ان يتم من دون الجنوب,والوقوع في المحذور الذي لا نريد ولا نرغب فيه  وأثرنا الخيار الثاني ونزلنا عند رغبة ونصائح أصدقائنا من الجنوب وبالتالي  وقفت اثار21 سبتمبر  عند أبواب الجنوب .
تسارعت الأحداث بطريقة دراماتيكية خارج قدرة جميع الأطراف على التحكم فيها وضبط إيقاعاتها في كثير من الأحيان إلى ان وصلنا إلى تقديم الحكومة لاستقالتها ومن بعدها هادي ودخلت البلاد في فراغ دستوري .
أبدى هادي إصرارا على الاستقالة رغم مراجعة القوى السياسية له أكثر وبدأت المشاورات في موفمبيك حول تشكيل مجلس رئاسي ودارت نقاشات وحدثت أمور كثيرة لا د

قد يعجبك ايضا