المواطن سفينة الأزمات

مع الأسف الشديد المواطن في كثير من الدول يعيش في رفاهية واستقرار معيشي يعمل على تطوير نفسه وحياته ويعمل على تأمين مستقبل أبنائه ليس همهم الحصول على لقمة العيش فقط إنما همهم بناء العمارات والفلل وتغيير السيارات كل عام. وفي بلادنا اليمن نجد المآسي والواقع المر والقاسي الذي نعيشه.
المواطن اليمني مع الأسف الشديد يعيش حياة بائسة كل همه كيفية الحصول على المادة الأساسية في الغذاء وهي كيس القمح وكذلك الحصول على أسطوانة الغاز. لقد تغيرت الأوضاع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة واكتوى المواطن بنيران أزمة أكلت الأخضر واليابس, أزمة سياسية كان ضحيتها المواطن.
المواطن يعيش الأزمة منذ العام 2011م وحتى اليوم ولامجال هنا لسرد صور تلك الأزمة الخانقة فقد صار المواطن في عنق الزجاجة فكتمت أنفاسه وضاق به الحال ومع كل ذلك فقد تأقلم المواطن مع تلك الأزمة وتحمل المعاناة وهو يعيش عاما بعد عام على أمل انفراج الأزمة ولكن كلما زادت شدتها زادت شدة دون انفراج.
مع الأسف الشديد وجد الكثيرون تراجعا في الدخل نتيجة ضياع فرص عمل على الكثيرين ومن ذلك توقف المشاريع التنموية مثل مشاريع الطرق وغيرها فقد كانت تلك المشاريع توفر فرص عمل للكثيرين مثل الأيدي العاملة والنجارين والكهربائيين والسباكين والحدادين والمبلطين وغيرهم كما أن انهيار السياحة وتوقف الاستثمارات الخارجية وتراجع الواردات كل ذلك أثر تأثيرا سلبيا على حياة المواطن.
إن الواقع المعاش حاليا نتيجة التغيرات التي تحدث جعلت المواطن يعيش مرحلة قاسية وحرجة أفقدته توازنه وزادت مخاوفه وقلقه لاسيما بعد الموقف الدولي من اليمن الذي يزيد الطين بلة فبينما ننتظر الدعم الدولي والإقليمي نجد العكس ونجد مؤامرات خارجية تهدف إلى إشعال فتيل الصراع والحرب الأهلية في ظل انقسامات وصراعات داخلية ساعدت على تنفيذ الأجندة والمؤامرات الخارجية.
فماذا قدمت لنا الأمم المتحدة ودول الخليج¿
ويستمر الصراع والانقسام والاختلاف وتزداد المعيشة سوءا ويزداد المواطن اختناقا حتى المغترب اليمني في دول الخليج خاصة السعودية صار يعيش في قلق نتيجة موقف السعودية السلبي.
يتضح مما سبق أن المواطن اليمني أشبه بسفينة الصحراء (الجمل)  وصار سفينة الأزمات يتحمل ويتحمل دون الشعور به ودون اتخاذ مواقف صارمة من القوى السياسية التي تماطل وتفشل في إنجاح الحوار.

قد يعجبك ايضا