الهجمة الشرسة والقصف الظالم

لم أكن أتوقع أن يأتي يوم وأرى فيه طائرات عشر دول عربية إسلامية تجمعنا بهم روابط الدم والإخاء والجوار والتاريخ المشترك والجغرافيا الواحدة تحلق فوق سمائنا كل يوم وكل ليلة وترمي بحممها وسعيرها فوق مقدراتنا وأرضنا تنتهك  سيادتنا وكرامتنا وشموخنا وعزتنا بل وترمل النساء وتيتم الأطفال في أي موقع شاءت وفي كل شبر أرادت.
هجمات مايسمى ب”عاصمة الحزم” ليس لها حدود وليس لها توقيت وليس لها زمن محدد مسموح لها أن تضرب المستشفيات والمدارس إن لزم الأمر ومصانع الطوب والإسمنت إن دعت الضرورة لذلك .. القواعد العسكرية البرية والجوية والبحرية في أي محافظة أو مديرية المطارات والموانئ حتى رمز السيادة –عندما كانت سيادة- أقصد دار الرئاسة هو مباح أيضا.
ياإلهي ماهذا الحزم الذي يواجه به اليمنيون العظماء¿ وما هذه العصا الغليظة التي ترفع في وجه الشعب اليمني من أجل إجبارهم على الانصياع للشرعية كما يزعمون¿
ولماذا لم ترفع هذه العصا في وجه عبدالفتاح السياسي عندما انقلب على الرئيس مرسي وهو رئيس منتخب وشرعي بل وزج به في السجن وإلى الآن¿ طبعا بغض النظر عن موقفنا من سياسته وسياسة الإخوان التي أفشلت ثورة الربيع العربي وأضاعت فرصة بناء الأوطان والنهوض بالشعوب وركزت على بناء أحزابها والاعتماد على كوادرها فقط وتعمدت واعتمدت سياسة الإقصاء والتهميش لكل من لا ينطوي تحت لوائها ففشلت تلك الجماعة فشلا ذريعا كما توقعنا وكما توقع الكثيرون في الوطن العربي وستفشل أي جماعة تحذو حذوهم لاريب.
لكن في كل الأحوال كان يفترض أن تتم عملية عسكرية تسمى “عاصفة الحزم” أو حتى “عاصفة العدين” لا فرق لإعادة الرئيس المصري محمد مرسي إلى قصر عابدين باعتباره رئيسا شرعيا منتخبا وبعد ذلك يترك للشعب المصري تحديد خياره المفضل.
أيضا لماذا لم تتحرك النخوة العربية (العشرية) عندما حوصر الراحل ياسر عرفات داخل جزء بسيط من مقر الرئاسة بل كاد العدو الصهيوني يهدم ذلك الجزء فوق رأسه لولا تدخل المنظمات الإنسانية الأوروبية والأمريكية لدواع إنسانية وليست سياسية وبقي الراحل “أبو عمار” في ذلك الجزء أو السجن حتى مات مسموما طبعا دون أن تتحرك الشهامة العربية أو تهتز لها شعرة.
ونفس الوضع لم نشاهد أي تحرك حتى دبلوماسي جاد إزاء الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة أكثر من مرة ولأسابيع عدة في كل هجمة إحداها بسبب أسر جندي فقط “شاليط” واكتفى ملوك ورؤساء وأمراء العرب بإحصاء عدد الشهداء والجرحى كل يوم حتى تكمل إسرائيل عمليتها المبرمجة في كل مرة فتتوقف تلقائيا وفي أكثر من عدوان إسرائيلي على لبنان يكون الموقف العربي هو نفسه فلماذا اختلفت هذه المرة¿
“وللحديث بقية”..

قد يعجبك ايضا