أخلاق الخصومة!!

د. حسين العواضي
* للخصومة نواميس.. وأخلاق وحدود ومهما بلغ الخصام الوطني مداه فإن أي يمني غيور لا يمكنه أن يقر هذا العدوان الآثم.. ويبرر دوافعه ودواعيه.
* صحفيون.. وكتاب.. وأكاديميون.. وسياسيون وأحزاب.. ومشائخ.. ووجهات لهم خصومة وخلاف مع أطراف وطنية لكنهم يستنكرون.. ويعلنون هذا ليس حلا!
* كان يمكن لهادي ـ البطيء جدا ـ أن يجنب البلاد ما يجري.. وكان الحزم المبكر مفيد للجميع غير أنه لتردده وضعفه لم يفعل¿
* في مثل هذه الظروف لا عتب يعفي.. ولا ندم يكفي والذين يتوسلون بالدخيل أو يركنون عليه سيدفعون مثلنا ثمنا باهظا أدركوا أو لم يدركوا¿
* الكبار في سننا لا ترهبنا ـ القوارح ـ وأخطر ما في الأمر الرعب النفسي الذي أصاب أطفالنا الذين كانوا ـ حتى أمس ـ يحبون طاش ما طاش ويتابعون مباريات النصر والهلال.. والاتحاد والأهلي.
* أما غير ذلك.. فإن أمام عاصفة الحزم جبال العزم.. والعرب لا يرحلون إلا متخالصين طال الزمان أو قصر¿
* ولا حنق ولا عتب.. ولا أسف ولا غضب.. فضرب الطائرات.. والمدرجات.. والقواعد الجوية لا فاجعة فيه ولا خسارة.
* لأنه لم تكن لنا يوما مؤسسة طيران حربي محترمة وموثوقة.. ومن زمن تعاقب عليها قيادات هزيلة لم تكن لها حمية ولا غيرة.
* وحين احتجناها ذات يوم والعدوان الاريتري يهبط على جزيرة حنيش لم يحرك سلاحنا الجوي ساكنا وصراخ القادة والجنود المحاصرين في الجزيرة لم يجد له صدى وفي العادة فإن القادة المهزومين لهم ذاكرة ضعيفة.
* ومن زمان فإن كل يمني عسكري أو مدني ساحلي أو جبلي نفض يديه وأغمض عينيه وكتم غيضه وحنقه لأنه لا يرى في سمائه غير طائرات توزع الشكليت وتستعرض في الأعياد الوطنية.
* من سنوات وأبرع الطيارين وأشجعهم يتساقطون في مهام طيران تدريبية روتينية.. العلفي فرج.. الخالدي وآخرين ولم يسأل مسؤول أو يتحقق قائد من طلاسم هذا اللغز المحير.
* الآن ربما ندرك بعض الخيوط ونكتشف لغبائنا وسذاجتنا.. كيف بنيت مطارات عسكرية مكشوفة للسياح.. والزوار والمسافرين.
* وكيف راهنا على طائرات عتيقة ومهترئة تتساقط على رؤوس المدنيين في ريمة وشارع الخمسين.
* الطيارون اليمنيون من أشجع الرجال وأذكاهم ويعشقون العيش في السماء.. ولكنهم بلا رعاية ولا تشجيع ولا تقدير.
* ومن سوء حظهم العاثر وخيبة بختنا الغابر أن المؤامرة كانت مبكرة وخبيثة ومحكومة.
* ولهذا وسواه فليس عليهم لوم.. ولا هناك ما يستحق أن نعض عليه أصابع الحسرة والندم هذه حالنا وتلك حكايتنا.
* القواعد.. والمطارات التي يقصفها الآن من شيدوها يعرفون مخططاتها مداخلها ومرابطها.. وجلها تحمل أسمائهم وليس أسمائنا.
* بضاعتهم المكشوفة الملغومة وندموا عليها.. لا غضب ولا عبث.. الباطل يغلب والحق يكتب والله المستعان.

قد يعجبك ايضا