«عاصفة» جـار السوء السعودي وحافــة الهاوية
ربما أصاب حكام السعودية الغرور وهم يرون رتلا من الحكام العرب المغلوب على أمرهم يصطف وراءهم في همروجة إعلامية على وقع طبول الحرب على اليمن وربما خامرهم شعور بنشوة الانتصار لا على من يحتل القدس ويدنس المسجد الأقصى ويسحق شعبا عربيا بأكمله في فلسطين
وإنما على شعب من أفقر شعوب العالم وسبب فقره وتعاسته تآمر جار السوء عليه طوال سبعين عاما لينتهي الأمر بهذا الجار الحاقد حقد الجمال إلى شن حرب ضروس مستخدما أحدث ما أنتجته صناعة السلاح في العالم ومجيشا تحت عناوين كاذبة أنظمة عربية وغير عربية للاستقواء عليه وإعادته «صاغرا إلى بيت الطاعة» الوهابي وتحت الوصاية السعودية إلى الأبد.
وربما يتوهم حكام السعودية أن الحشد العربي والإقليمي الكبير والسريع ضد اليمن قد تشكل بفضلهم أو تملقا لهم بينما يعرف الجميع أن الأوامر القاطعة قد صدرت من واشنطن لهم ولغيرهم من هذا القطيع الذي لا يجرؤ أحد منه على الاعتراض أو معصية أسياده في البيت الأبيض حتى لو كان الأمر يتعلق بذبح جاره أو قريبه أو شقيقه وهدم ما فوقه وما تحته ويبدو أن الحقد والجنون سيطرا على آل سعود ففقدوا الحكمة والتروي والبصر والبصيرة فارتكبوا حماقة العدوان وأخذتهم العزة بالإثم من دون أن يدركوا حجم الورطة التي تورطوا بها والفخ الذي نصب لهم من جراء تدحرج كرة النار في اليمن حيث ينبغي أن تدرك السعودية قبل غيرها أن المغامرة البرية في اليمن باهظة الثمن وقد تكلف عروشهم المهزوزة أصلا في الوقت الذي يجب أن تدرك قبل غيرها أيضا أن الضربات الجوية لا تجدي نفعا إلا إذا اقترنت بعمل بري على الأرض لكنها تعمدت الدخول المباشر على خط الأحداث في اليمن لإدخال المنطقة في حرب مفتوحة وفتح الأبواب أمام تصعيد خطير في ساحات الصراع لن تقف حدوده عند اليمن على المدى المنظور على الأقل.
في حال لم يتوقف العدوان على اليمن خلال وقت قريب أولم يتم الإعلان عن التزام بالحل السياسي فماذا سيجري¿¿ من المتوقع إن لم يكن من المؤكد أن عمليات الرد سوف تبدأ ويتوقع لها أن تكون شديدة جدا الأمر الذي قد يفتح الباب أمام جر السعودية إلى حرب برية جربتها سابقا وخسرتها وستكون هذه المرة حرب استنزاف طويلة الأمد مع شعب اليمن بكامله وليس مع جزء منه كما حصل قبل سنوات في المناطق الحدودية وهذا من الصعب أن تتحمله السعودية الجاثمة على برميل من بارود حتى لو استعانت بريا بهذا الحشد الواسع وعلى حكام الرياض أن يتذكروا كم حشدت واشنطن من دول قوية في حروبها على أفغانستان والعراق وماذا كانت النتيجة ¿¿ وإذا كانت تراهن على قوات برية مأجورة من أي بلد فهذا رهان خاسر سلفا.
ويمكن القول: إنه إذا ما ذهبت الأمور باتجاه التدخل العسكري البري المباشر في اليمن فإن هذه الحرب المجرمة لن تكون مجرد نزهة وستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات وقد تشكل للدول المتدخلة عسكريا مستنقعا سيكون الخروج منه معقدا ومكلفا وهو أمر ليس بعيدا عن حسابات كل من أميركا و«إسرائيل» اللتين لا تمانعان في توريط الدول الخليجية ومصر في معركة لا يعرف أحد متى تنتهي فأميركا التي سحبت قواتها من اليمن التي تعمل ضمن استراتيجية عدم التورط المباشر بقوات عسكرية أميركية لا يبدو أنها ستعمد إلى زج نفسها بحرب تعرف مدى تكلفتها البشرية وصعوبة النجاح بها وأمامها تجارب قاسية ومريرة لم تخرج من آثارها حتى الآن ولا يبدو أن أمريكا هي المحشورة هذه المرة وإنما الجهة المحشورة والمأزومة هم حكام السعودية الذين فشلوا في حروبهم الإرهابية القذرة في المنطقة وعدوانهم العسكري المتهور والأرعن على اليمن محكوم عليه بالفشل مهما حشدوا له من دول وقد تكتب عاصفة جار السوء عاصفة الحقد والجنون السعودية بداية النهاية للحكم السعودي الذي حان الوقت كي يدفع ثمن جرائمه التي لا تعد ولا تحصى.
tu.saqr@gmail.com
صحيفة تشرين – السورية