الوجه الحقيقي لفراعنة اليوم ¿!
جمال الظاهري
قفزة استعلائية كبيرة ما أقدمت عليه مملكة ال سعود من عدوان سافر على بلادنا .. اسقط هذا العدوان الغاشم القناع واظهر وجه هؤلاء الحكام المتكبرين وما يكنونه تجاه الشعب اليمني الذي لم يصدر منه أي إساءة تجاههم على مر التاريخ.
كشف المستور وظهر للملأ حقدهم وازدراؤهم لجارتهم, المتعثرة والمحدودة الثروة والموارد بسبب تدخلاتهم وأعمالهم الشيطانية التي قيدت الشعب اليمني وشغلته بالخلافات والحروب التي ظلوا على الدوام يغذونها حتى لا تقوم لليمن قائمة, ويظل مقيدا في حبائل تسلطهم الشيطاني.
تعرت أكاذيبهم وزيف ادعائهم للإخوة وحسن الجوار وظهر ضيقهم الشديد من أن تقوم لليمن قائمة وأن يقول لهم إلى هنا وكفى, ومهما ساقوا هم وبقية التابعين لهم عن قناعة بوجوب إبقاء اليمن بلدا فقيرا خاضعا أو أولئك الذين اشتروا مواقفهم ودعمهم لعدوانهم على اليمن بالمال.
أيا كانت المبررات التي يسوقونها ويبررون بها عدوانهم ومهما بلغ عدد تلك الدول المتضامنة والمشاركة في العدوان فإن العدوان سيظل عدوانا, والحقيقة الوحيدة فيه هي التأكيد للشعب اليمني ولجميع شعوب العالم الحر أن هذا الجار الفاجر قد تعب التخفي في صورة المخلص الحريص على جاره وأن هذا هو وجهه الحقيقي وهذه نواياه التي نشاهدها اليوم تجاه جارهم الذي لم يكونوا ينظرون إليه إلى كحديقة خلفية لأفنيتهم المترفة لا أكثر ولا أقل.
إنه البطر وهذه الأعمال العدوانية هي إحدى نتائجه, ثروة في أيادي سفيهة فكانت النتيجة الغرور والاستعلاء والتدمير لبلدان الشعوب الإسلامية والعربية القريبة والبعيدة التي ترفض التبعية والإلحاق والخضوع لما يريده هؤلاء الحكام المتفرعنين بطرا بالنعم اللاهية¿!
كانوا قبل أيام قليلة من العدوان لا يزالون يوارون نواياهم أو أنهم حاولوا ذلك ولكن ما يكنونه في صدورهم قد ظهر في بعض الهفوات الكلامية ومن لسن بعض مسؤوليهم, منها ما قاله سعود الفيصل عن اليمن وعن أهمية ما يدور فيها بالنسبة للمملكة من حيث أثره على المملكة وعلى دول مجلس التعاون الخليجي.
لا أدري من أين جاءت هذه الأهمية القصوى لليمن التي دفعته للقول بأنهم قد يتدخلون عسكريا حفاظا على مصالحهم الإستراتيجية في اليمن¿!
أليست اليمن هذه هي التي ظلت لعقود واقفة أمام بوابات هذه الدول وهي تطلب شراكتهم الكاملة في المصير¿
ألم تتقدم اليمن بطلب إلحاقها بمنظومة مجلس التعاون الخليجي¿
كيف نسي سعود الفيصل وتركي الفيصل وغيره كل تلك الشروط لإلحاق اليمن بمنظومة مجلسها¿!
كيف نسوا تعللهم بعدم استيفاء اليمن لشروط ضمها لمجلس التعاون الخليجي, ألم تنفذ اليمن كل ما طلب منها إرضاء وخضوعا لشروطهم التي كل ما أوفى اليمن بها أضافوا إليها شروطا جديدة أليست هي نفسها هذه الدول التي دعت وطلبت من دول عربية أخرى تبعد عنها بآلاف الكيلو مترات للالتحاق بهذا المجلس وأغرتها بالامتيازات مسقطة أي شروط على ضمها لمجلسهم¿!
اليوم ودون أي مقدمات أصبحت اليمن هامة وحيوية للخليج بالكامل وتصل هذه الأهمية حد تحريك الجيوش والاستعداد للدخول في حرب مفتوحة مع الشعب اليمني¿!
إنه البطر والتعالي بعينه.. إنها النظرة الاستعلائية على هذا الشعب الفقير ماليا بفعل نفوذهم الذي اشترى واستغل بعض الجشعين الذين قبلوا أن يكونوا أدوات للهدم بأيدي آل سعود الذين كبر عليهم أن يروا اليمن السعيد سعيدا أو أن يروا أهله في غنى عن مد أيديهم وتشردهم في بلاد الاغتراب.
هذه التصريحات الفجة وغير الحصيفة ومن شخصيات سياسية في أعلى مستوى القرار السياسي ومن ثم العدوان الجوي على المرافق الحيوية والبنى التحتية للشعب والجيش اليمني, وقتل الأبرياء وهم نائمون في منازلهم إنما يكشف ويؤكد لمن كان عنده بعض الشكوك أن نظام وأسرة آل سعود لم تكن يوما صادقة أو حريصة أو محبة لليمن كما تدعي.
اليوم ولأن الشعب اليمني قال كفى دعوني بسلام أبحث عن مصلحتي بعيدا عن التبعية لكم صارت أرضه وأهله عمقا حيويا لكم¿!
من حقنا وإزاء هذا الفعل الغشوم تجاه وطننا وشعبنا أن نتساءل ونسأل شعوب الأمة العربية في المقام الأول وبقية شعوب العالم وشعوب الدول التي أنظمة لهذا الحلف الشيطاني, أليس من حقنا أن نقرر مصيرنا في بلادنا ونحدد أهدافنا ومستقبلنا¿
منذ متى كانت سيادة وحقوق الشعوب خاضعة لمصالح ورؤى دول وحكام شعوب أخرى سواء كانت جارة أو بعيدة¿ من أعطى السعودي أو القطري أو غيرهما حق الوصاية على هذا الشعب العريق¿
ألا يكفي أنكم اغتصبتم الأرض وحولتم نسبة كبيرة من الشعب اليمني إلى عمال أشبه بالعبيد في دولكم¿ ونقضتم كل المواثيق والعهود¿!
ألا يكفي أنكم حولتم الأرض اليمنية إلى مكب لنفاياتكم ومنفى لضاليكم وقتلتكم ومن يقلق سكينة سلطانكم¿
اليوم حين قال الشعب اليمني: إلى هنا وكفى بلادنا ترفض أن تستقبل جلاوزتكم في القتل, ومرتزقتكم