ماذا بعد الضربة السعودية الأولى لليمن!!
* إن الحرب السعودية المسماه “عاصفة الحزم” السعودية – الامريكية الأخيرة التي قامت من خلالها السعودية وبمشاركة تحالف “عشري ” بضرب بنك أهداف لبنى تحتية ومجموعة مطارات وقواعد عسكرية يمنية أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا ومئات الجرحى النظام السعودي برر عدوانه هذا على الاراضي اليمنية بحجة الدفاع عن شرعية الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” وبجانب آخر وقف تقدم وتمدد جماعة أنصار الله “الحوثيين ” والجيش اليمني الموالي بمعظمه للرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح ” باتجاه مدينة عدن مقر الرئيس اليمني “هادي ” وبجانب آخر وصف بعض الساسة السعوديون هذه العملية باليمن “بالصفعة القوية “للتمدد الايراني بالمنطقة العربية بالمحصلة وبغض النظر عن الاسباب المعلنة أو المخفية وراء الكواليس للعدوان السعودي على الدولة اليمنية فاليوم يمكن القول ان المنطقة العربية برمتها قد أخذها النظام السعودي الى مغامرة ومقامرة جديدة سيكون لها تداعيات ونتائج خطرة وخطرة جدا .
داخليا فاليوم معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين “باستثناء جماعة الاصلاح الاخوانية وانصار الرئيس هادي والمتحالفين مع السعوديين ” يدركون طبيعة مسار هذه الحرب التي تستهدف اليمن فمعظم صناع ومتخذي القرار اليمنيين اليوم وبمختلف توجهاتهم يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن اليمن اصبح ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات التي قد تشمل بالاضافة الى الحرب الخارجية حربا داخلية مدعومة بأجندة خارجية تتمثل بسلسلة اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الارهابية فالمناخ العام بالداخل اليمني والمرتبط بالأحداث بال بالأحداثحداث الاقليمية والدولية بدأ يشير بوضوح إلى ان اليمن قد أصبح عبارة عن فوهة بركان قد تنفجر تحت ضغط الخارج لتفجر الاقليم العربي ككل.
فاليوم لا يمكن أبدآ فصل ما يجري بسورية والعراق وليبيا عن ما يجري باليمن فاليوم هناك معادلة شاملة لكل احداث الاقليم العربي المضطرب هذه المعادلة من الطبيعي ان يكون لها تداعيات مستقبلية على الجميع بالاقليم العربي ولكن ان يتم استباق احداث هذه التداعيات بحرب استباقية كما فعل السعوديون اليوم باليمن فهذه مغامرة ومقامرة وخطأ فادح أرتكبه السعوديون ومن خلفهم تحالف “عشري ” عربي فاليوم لا يمكن ابدآ ان يكون الحل للأزمة اليمنية هو الحرب ومحاولة اخضاع الطرف الاخر وبالقوة لاجباره على تقديم التنازلات هذه المعادلة قد تصلح بأماكن أخرى ولكن باليمن لا يمكن ان تصلح أبدآ لعدة اعتبارات .
الأن يمكن القول ان اليمنيين نجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة الضربة السعودية الاولى وهم اليوم يعملون على بناء وتجهيز أطار عام للرد عليها كما تحدث السيد عبد الملك الحوثي القائد العام لجماعة “انصار الله “بخطابه بالأمس طبيعة الرد وشكل الرد اليمني ما زال طي الكتمان ولم يفصح عنه ساسة وعسكر اليمن ولكن من الواضح ان السعوديون بدأوا بدورهم التحضير لاستيعاب الضربة الاولى اليمنية كردة فعل على الضربة الاولى السعودية التحضيرات السعودية تبدو اكثر وضوحا بالمناطق الحدودية المحاذية لليمن شمالا كما يبدو واضحا ان السعوديون يتحسبون اليوم من عمليات انتقامية قد تقوم بها بعض الجماعات بمناطق جنوب وشرق السعودية .
اليوم من الواضح ان السعوديون يدركون بشكل واضح حجم الخطورة المتولدة عن حجم الضرر الذي قد يلحق بالسعودية نتيجة هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبته باليمن كما أنهم يعلمون جيدا ان مدى استمرار تحالفهم العشري مع بعض الدول العربية التي تشترك بهذا التحالف يرتبط بشكل قطعي بحجم الاغداقات السعودية التي من المطلوب ان يقدمها السعوديون لحلفائها العرب بهذه الحرب.
ختاما يبدو واضحا أن الساعات القادمة ستحمل المزيد من التطورات بعملية “عاصفة الحزم “ومن المتوقع ان يكون لها تداعيات عدة بالقادم من الايام فهل السعوديون قادرين على تحمل تداعياتها وخصوصا ان لهم تجارب عدة بالصراع مع الشعب اليمني منذ عام 1934م مرورا بأحداث عدة ليس أخرها ولا أولها احداث عام 2009م بعد الاشتباك المباشر بين انصار الله والسعوديون بمدينة صعدة اليمنية ومن هنا سننتظر القادم من الايام لنقرأ هذه المعادلة بشكل واضح …..
* كاتب وناشط سياسي -الاردن .