عيد الأم ¿ كأن لم يكن !!
ن ………….والقلم
21 مارس من كل عام تر كل بنت أو ولد يستعد له بما يليق به , إلا هذا العام فقد مر مرور الكرام , حتى أبنتي انتبهت متأخرة تسألني عنه , فقلت لها آسفا : نحن في اليوم الثاني والعشرين من مارس , عيد آخر مر هو الآخر مرور الكرام (( عيد الشجرة )) الذي أسسه إبراهيم الحمدي رحمه الله , وقبرناه نحن , كما نقبر أحجار الأساس لمن سبقنا !! , الأم هي أمك , والشجرة عنوان الخير أم الخيرين , من يدركون معنى الشجرة , وكم هي كريمة ومحترمة في ديننا الإسلامي العظيم الذي لا نفقه عنه إلا الشيء القليل للآسف الشديد , نفهم قشوره , لا ولم ولن نغوص في أعماقه لاستخراج لآلئه وجواهره , بالعكس نقدمه مشوها , ببساطة لأننا متخلفون , لسنا بحجمه , وعظمته, وإذ يمر عيد الأم بدون احتفاء , فبسبب اللحظة الجحر التي نضيف هذه الأيام إلى حرفيها الأخيرين حرف (( ب )) , لتصبح الحرب عنوانها , وكأننا نحتفي بعيد الأم , وكأننا نقبل على ما يسر , وليس على مقدمات وفعل تزهق بسببه الأرواح , وتخرب بلاد بأهلها !! , هل ثمة بقية من حكمه قال بها الرسول الأعظم محمد ابن عبدالله واصفا اليمنيين ¿¿ , لم نحتفل بعيد الأم لانشغالنا بإحراق شيذر الأم الأكبر (( اليمن )) كل يجره من ناحيته , وكل يدعي أنها أمه لوحده, والباقين جاءوا بالتبني ربما , كل يخزق من الشيذر قطعة ويحتفظ به , كل يدعي بـ (( شعبه)) , والأم هي من يحترق قلبها على نفسها وأبناء بهم من العقوق ما يريدون بوحي منه تدمير الجسد كله , لماذا ¿ – هو الجنون الذي يصيب الإنسان فيفقده البصر والبصيرة , ويسير أعمى لا يدري أين يسير , وبسبب كبره, وتكبره , وتجبره , فقد نسي أهم الأعياد , وأهم إنسان في الوجود (( الأم )) , ترانا بعد هذا نجد أنفسنا ¿ هنا السؤال الكبير الذي يترتب على الإجابة عنه , تحديد المسير , برغم أننا لا نزال نراهن على ما تبقى من آثار للعقل , والحكمة , وحسبة الأمور هكذا تقول أن أي اشتعال سيحرق ما تبقى من شيذر الأم , وسنجدها عارية وأعماقنا لا غطاء لها , فلا نفس , ولا مشاعر , ولا أحاسيس , وأنظر فمن يطلق الطلقة الأولى فلا يعد يهمه أم ولا اب , يهمه فقط أن يحقق جموحه , ليرضي أنانية شخصية يسميها انتصارا , وهي ليس كذلك , فإن تنتصر كما تصور لنفسك وعلى وطنك , فاين النصر ¿¿ إن اليمنيين يستحقون حياة أفضل , يستحقون أن يعوضوا عن سنين من التعب بسبب التعنت والطمع , ومنطق , (( حبتي …)) , وأنا أفضلكم , ومن حقي أن يسود منطقي !! , ولعمري فكل هذا أنانية مفرطة , ستودي بنا إلى التهلكة , أعتقد أن الوقت لا يزال به متسع للعودة إلى أحضان العقل , اللهم أحفظ اليمن وأهله ……………..ويا رب العالمين في هذه اللحظات , ليس لنا إلا أنت ..مهما بدونا بعيدين , هو الغرور الوقتي ليس إلا …أنت العظيم لا سواك , أنت الرجاء والمرتجى , ارزق اليمنيين حكمة إضافية ليستعيدوا عقلهم وحكمة قال بها رسولك ونبيك , إذ هم الآن بأمس الحاجة لهما ….يا رب لن تخذلنا كما لم تخذلنا أبدا ………………