شهيد الشفافية والكلمة الحرة الصحفي الكبير والثائر الجسور عبدالكريم الخيواني
جربوا كل أسلحتهم, الاعتقال, الاعتداء, الاختطاف, التعذيب النفسي والجسدي, حتى ينالوا من المناضل والصحفي الكبير عبدالكريم الخيواني, وثنيه عن مواقفه وعقيدته النضالية التي نذر نفسه على ممارستها بكل عنفوان, من خلال الصحافة المسؤولة والملتزمة المعبرة عن الشفافية والكلمة الحرة ومواجهة الفساد وكشفه أمام الرأي العام, لأن الفساد ومحاربته من صميم العمل الصحفي للصحفي الكبير والثائر الجسور الشهيد عبدالكريم الخيواني, وعندما فشلوا عبر كل محاولاتهم الدنيئة ولم يستطيعوا النيل من تدفق عطائه واتساع رقعة مواجهته مع الفساد, قرروا اغتياله ونفذوا جريمتهم الشنعاء وسقط الصحفي الكبير والثائر الجسور شهيدا, فإلى جنة الخلد يا شهيد الشفافية والكلمة الحرة, وستبقى حيا في ذاكرة الشعب الذي وهبت حياتك من أجله ومن أجل بناء وطن قوي مستقل ومزدهر وخال من الفساد والإفساد والمفسدين, وبناء دولة مدنية حديثة عادلة.
لقد تعرفت على الشهيد عبدالكريم الخيواني شخصيا حينما تسلم إدارة صحيفة “الأمة” بدلا عن الأخ العزيز الأستاذ محمد المنصور, وكذلك كنت أطلع على كتاباته حينما كان رئيسا لتحرير صحيفة “الشورى”.
إن تاريخ الشهيد الخيواني حافل بالمعارك الصحفية, حيث كان مقداما وشجاعا في مواقفه, ومحاربا شرسا في مقالاته الصحفية الثورية ضد الحكم الفاسد, ولم تلن له قناة في مواصلة مهنة المتاعب, بل كان عاشقا ومخلصا لمهنة الصحافة حتى آخر لحظة من حياته المليئة بالإيمان والثقة بتغيير الواقع وبانتصار الثورة والحقوق التي كان مدافعا عنها طيلة حياته النضالية.
إن وفاءنا للشهيد عبدالكريم الخيواني هو أن نستلهم ثقافته باعتبارها مدرسة للروح المقاومة والوثابة في مواجهة الانهزام والاستسلام والاستكانة والخضوع ومسايرة الحكم الاستبدادي كمصدر أساسي للفساد والإفساد.
نعاهدك يا شهيدنا أننا سنظل على دربك سائرين وسنستمد من تجربتك الغنية بالدروس النضالية, القوة والجرأة لمواجهة الفساد بكل أشكاله وصوره, كما نعاهدك يا شهيدنا أن دمك لن يذهب هدرا, ونعدك أننا سنلاحق القتلة والمجرمين التكفيريين, صنيعة المخابرات الأمريكية والسعودية, وتقديمهم للعدالة, فلا نامت أعين الجبناء, أعداء الحياة.