نـصرة الحق
من نافلة القول أو التذكير ونحن نرى ما جرى ويجري في بعض الدول العربية من خلال الثورات التي تهدف إلى تغيير أنظمة الحكم فيها بعد التسليم أن التغيير سنة إلهية إذا ما كان ايجابيا ينطلق في أساسه من الآية القرآنية (وتöلúك الúأيام نداوöلها بيúن الناسö ) وذلك ما لا يجب أن يخالفه أحد من خلق ربنا عز وجل خاصة إذا كان التغيير الذي تهدف إليه هذه الثورات تغلب عليه الروح الوطنية البحتة , وهذا هو الأهم في تقديري . لذلك يأتي القول والتذكير بأن ( الحق ) أسم من أسماء الله الحسنى , إذا فنصرة الحق ليست على ربنا ببعيد , ولن يكون ذلك بمستحيل بل كيف يكون هكذا نصر إلهي للحق بأمر بعيد وقد أتتنا إجابته القطعية غير القابلة للتأويل في الحديث القدسي (وعزتي وجلالي لأنصرن المظلوم ولو بعد حين ) إن في هذا الحديث القدسي تبيان وبيان لذوي العقول المستنيرة والقلوب السليمة والآذان غير الصماء ويقينهم الصبر. إن للصبر حدود لا يتجاوزها ولا يغفل عنها إلا أولئك الغافلون البعيدون عن ذöكúر الله عز وجل الذين يتعدون حدوده بالقول أو الفعل , ولا يضعون نصب أعينهم أن بعد الصبر بشائر النصر المؤزر المؤكد الذي بينه لنا الخالق عز وجل ( وبشرö الصابöرين (155)الذöين إذا أصابتهم مصöيبة قالوا إöنا لöلهö وإöنا إöليúهö راجöعون ). إن المتابع لما يحدث اليوم يشهد بما لايدع مجالا للشك أن المسير هو الله عز وجل لأنه لم يرúتض الظلم لنفسه تعالى وجعله بين عباده محرما بأمر منه في الحديث القدسي( فلا تظالموا) وما نعيشه من مخاضات تجلت صوره بمثل هذه الثورات هنا وهناك وهو شكل من أشكال اتباع الأسباب, أما مسألة التغيير الإيجابي والسلمي المحمود فتلك سنة إلهية كما أسلفت في بداية موضوعي . إذا علينا أن نسلم بهذا القدر الإلهي ونتجنب التأويل أو التكييف اللذين تفرضهما الأهواء والرغبات والأطماع الشخصية المؤدية إلى مزيد من التشرذم والقطيعة وربما مزيد من سفك الدماء للأبرياء, والعودة الصادقة والحقيقية إلى كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام تضع المرء أمام حقيقة ما عنونت به هذا العمود (نـصرة الحق ) والله غالب على أمره , ولو كره الكافرون.