موسم احتراق السياسيين ..!!

عبدالله الصعفاني
المسؤول السياسي في اليمن عايش في الطراوة والرخاوة .. ومن يريد التأكد عليه فقط رصد ما تسجله الكاميرات من ملامح أثناء حركة وسكنات أطراف الحوار السياسي على أروقة وطاولات الموفنبيك المهدد بنقل بشره وحجره ومدره إلى الرياض .
·        ولا يساوي الرخاوة والطراوة عند السياسيين من قادة الأحزاب المترنحين أمام الكاميرات وخلف الأستار إلا سكنات وحركات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي عندما انتهج فلسفة التمديد الناعم والساخن حتى أوصل العباد والبلاد إلى ما وصلنا إليه من أوضاع لا تفرق فيها بين صرخات سوق السمك وبين صرخات لطفي بوشناق ” خذوا المناصب والمكاسب لكن خلوا لي الوطن ” .

·        وحتى عندما اتخذ الرئيس هادي أفضل قرارات حياته واستقال عاد وتراجع ليقول لشعبه .. أنا الرئيس .. سحبت استقالتي ورجعت عن كلامي .. وهنا صار على المواطن التسليم بأنه لا أثر لسفينة نوح وليس من إطلالة على جبل الجودي .

·        ومما شجع هادي على مواصلة تبديد ما بقي  على عاديات الزمن من الآمال أن المجتمع الإقليمي والدولي يصر على إسماع اليمنيين ذات أسطوانة المخطط التقسيمي الأقاليمي القائل : ليس معكم إلا هادي واللي مش عاجبه يسجن نفسه داخل إقليم آزال وحرام عليكم ميناء ميدي أو رمال الجوف وما هو أبعد من بطاط جهران وقاع البون .. وينسى هؤلاء وأولئك أن الشعوب لا تقسم ولا يجري عزلها على هذا النحو الفاجر .

·        وحتى الآن لا أحد يفهم كيف وقع الرئيس المستقيل هادي على اتفاقية السلم والشراكة ورحب وسهل وبخر ليتقدم أنصار الله حتى وصلوا إلى دار الرئاسة ثم تراجع عن التصفيق والترحيب بأحداث حاشد وعمران لمجرد أن من مستشاريه من قال له ” إنهم يتوسعون جنوب حدود مناطقهم في جهات جغرافية ليست معنية بهمومهم المذهبية الصرفة ”  شوفوا الأوجاع المناطقية والمذهبية عندما تكشر عن أنيابها خارج سرب الحقيقة الشعبية.

·        ولعل هادي لم يعمل حساب أن اللغة المناطقية تنتشر بين السياسيين كالوباء بدليل أن النفس المناطقي يرتفع في الجنوب ليس على طريقة علي سالم البيض وليس على طريقة المحامي يحيى الشعيبي الذي رد على هادي بالقول أن عدن محتلة وإنما على طريقة فاروق حمزة رئيس تجمع أبناء عدن الذي عاد إلى القديم وقال بأنها محتلة منذ عام 1967 وقرارات التعيين فيها تزييف لعدن .. ما يعني أننا أمام دعوات العودة إلى أكثر من عشرين سلطنة داخل الجنوب فقط !

·        وهنا يصح القول بأننا أمام حصاد مصيبة استشارات بائسة لم تستثنö أصحابها من دفع فواتير تستنزف التاريخ السياسي وتستنزف السمعة وها نحن نشاهد أين استقر المقام والتأريخ السياسي لياسين سعيد نعمان والدكتور الإرياني وسلطان العتواني وكيف أضاع بن مبارك مستقبله السياسي بجرة تسجيل هاتفي.

·        وما تزال حبال ونبال وغبار الحالة السياسية اليمنية تشد خناق استفهاميات بريئة وخبيثة مثل أين استقر المقام بالاشتراكي ¿ وما الذي بقي له من أسهم في الشمال والجنوب ¿ وما الذي أصاب الإصلاح بسبب الاصطفاف مع الأقلمة ومع الجرعة ومع التصفيق لرئيس أخطأ الحسبة في كل اتجاه ¿

·        وحتى نبحث عن التفسير للكارثة لنفتش في كتاب الفجور والتناقض وسنرى كيف يمكن استقامة المنطق أمام القول بأن 2011 ثورة وأن 2014 انقلاب ¿! وكيف يتوازن العقل أمام مقاطعة قطر المبادرة الخليجية عندما كانت هي الحل والتحشيد لها بعد أن حولوها إلى مشكلة ¿

قد يعجبك ايضا