أيام زمان

عبدالعزيز شمسان

من أهم الروايات التي رواها لنا أجدادنا وآباؤنا عن أحوال وعادات وقيم وأخلاق الناس في بلادنا أيام زمان قبل أكثر من أربعين عاما.. بأنهم كانوا متمسكين كثيرا بحبل الله سبحانه وتعالى.. ويحرصون على تطبيق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في حياتهم اليومية وكانت قلوبهم عامرة بالحب والخير والصبر والقناعة والصدق والأمانة والوفاء وبهذه المشاعر النبيلة النابعة من القلوب المؤمنة بالله جل شأنه ينطلقون في تعاملهم مع بعضهم البعض على أرض الواقع قانعون بما كتب الله لهم في هذه الدنيا محافظون على قيمهم وتقاليدهم وعاداتهم العربية الإسلامية.. يزرعون الخير والمحبة والتآخي فيما بينهم كل واحد منهم يعطف على الآخر..
والأغنياء يعطفون على الفقراء والمسؤولون الكبار والصغار يعملون بكل تواضع وجدية وأمانة لخدمة الوطن والمواطن.. والناس جميعا سواسية أمام القانون.. وفي النادر جدا إذا وجد فاسد أو متنفذ فيكون منبوذا من المجتمع وسرعان ما يعود إلى صوابه ويكفر عن سيئاته بالأعمال الصالحة.
لم يكن هناك جشع أو طمع أو غش أو طموح غير مشروع أو نرجسية أو غرور بين الناس من مواطنين ومسؤولين بل كان الجميع لا يعيرون المظاهر الزائفة من سيارات أو عمارات وآثار وغيرها أي اهتمام.. ولا يلهثون خلف الأراضي والمتاجرة بها أو بناء المنازل الفخمة.. لقد كان المسؤولون مقتنعين بالعيش في منازلهم المتواضعة والمواطنون مرتاحين في منازلهم الخاصة بهم ومنازل الإيجار الزهيدة الثابتة غير المعرضة للزيادة أو المغالاة من المؤجرين الطيبين.
كانت الحياة المعيشية مستقرة ومريحة لا يوجد غلاء أو مشاكل أو بطالة والموظفون والعمال يعملون بإخلاص وجدية بدون أي تقاعس أو غياب عن الدوام ـ ويستلمون رواتبهم في نهاية كل شهر وهم في غاية السعادة لأنها كافية للعيش الكريم وإسعاد أسرهم.. إضافة إلى إنصاف قانون الخدمة المدنية لموظفي الدولة الذين كانوا يحصلون على حقوقهم الوظيفية المقررة لهم أولا بأول وبدون مماطلة أو تأجيل أو متابعة أو وساطة ومحسوبية.. وذلك في إطار تنفيذ القانون لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.. وكانت الأمور كلها كما يرام.
هكذا كانت أيام الزمن الجميل كما رواها لنا أجدادنا وآباؤنا.. فأين نحن منها اليوم¿!.

قد يعجبك ايضا