لحظة يا زمن…. تصنيفة

محمد المساح
مر عليه زمن ليس بالقليل .. ليتوحد مع نفسه مع الموسيقى وتلك الأغاني لذلك الزمان الذي مضى ولا يعود .. اشترى من رصيف التحرير مسجلة صيني بألف ناقص شوية.
ومر على باعة الشرائط واختار ثلاثة أو أربعة مر على بائع القات وأشترى بما بقى كيس قطل أما السيجارة والماء .. فسيتكلف بها صاحب الدكان ويشخط بالقلم حتى نهاية الشهر .. أو بعد أيام إذا ربك رزقه .
ولأن رب الخلق أجمعين رحيم بعباده الحقيقيين .. فلا يترك أبدا أبناءه اليتامى ..وحسب حكمة صاحبي الذي يظهر ويغيب وهو يكرر : ربك لا ينس أولاده الأيتام.
المهم وحتى نكون في المفيد تقريبا .. أو أن الأمر كما تلاحظون (ثرثرة رجل فارغ) على العموم نعود إلى صاحبنا .. الذي يشبه اخدام الخساف في كريتر في ذاك الزمان حين يخلقون الكيف والمزاج وسماع الأغاني الجميلة المحببة إلى القلب.
وعاد .. وهو يتصور كيف ستكون مشاعره .. وقد صلح المتكأ .. ورسخ الخزانة ثم ابتدأ يضع الشريط ويبدأ يشنف الأذن بالسماع .. صلح المتكأ منعزلا في متكأه .. وترسخت الخزانة ومج السيجارة  بعمق وتابع الدخان وهو يتبدد في فضاء الزاوية .. فتح الشريط .. وانتظر أن يتصور نفسه في خبت الرجاع .. وخرير الماء .. في سائلة (وادي الصمية) ويا ليتني جمال مع الأول .. عله يسمع القعطبي .. أو المسلمي أو المرشد .. أو البالة للسمة .. كل ما أراده .. ليستعيد الحنين لذلك الزمان الجميل فتح الشريط الثاني .. الثالث  في اليوم التالي .. عاد إلى التحرير باع المسجلة بأربعمائة .. وعاد ليخزن .. بلا أغاني ولا موسيقى.

قد يعجبك ايضا