براثن الشرق الأوسط الجديد والبلد الطيب

      
تبدو العروبة مصلوبة على حقيقة الصدمة المريرة والدهشة الرعناء من توالي الصراعات المريرة والمدمرة التي تحيط بها من كل جانب واتساع مساحاتها داخل الوطن العربي وبخاصة في مستهل الألفية الثالثة ألفية التخاذل والنكوص العربي لمصلحة الكيان الصهيوني الدخيل في قلب ما يسمى الشرق الأوسط الجديد !!!
ذلك البلسم الإصلاحي المطبوخ في دوائر الهيمنة وفرض النفوذ والذي تم التخطيط له بعناية فائقة في نهاية القرن المنصرم وبصورة مكشوفة في عهد الرئيس الأمريكي رولاند ريجان تحت مظلة الإلهاء الخطير للعالم والمسمى بحرب النجوم في أعالي السماء وحروب الفتن الطائفية والمذهبية والتكفير والتخوين على الأرض العربية وفي العالم الإسلامي كما هو واضح في المخطط العام  !!!
فما الذي يمكن أن يقرأه الإنسان في المشاهد الماثلة في بعض الأقطار العربية أكثر من الإشارات الأولى لنتائج الصراعات  والتمزيق والتركيع والاستحواذ والتبعية ¿¿ وهي جانب من المحصلة المطلوبة في خلاصة الرؤية  للخارطة المحتملة للشرق أوسط الجديد !!!
هذا نص إبداعي تمت كتابته ليضاف إلى الشعر في حينه واستعصى علي الفهم والتنبي واستدعى أن أكتبه ثانيا ليكون أكثر وضوحا فلم يحتمل الخيال التورط في لعبة الإيحاءات والصور البلاغية وبيان التوريات أمام وضوح الحقائق المريرة والمدمرة وكل يوم تندحر فيه التطلعات الوطنية وتنمحي الأحلام القومية وتبدو العروبة كما أشرت في المستهل مسحورة أو مستلبة تتقلب على أنقاض التدمير الذاتي وفوق الأشلاء المتناثرة فيما  تتلوى وتعوي السياسات العربية العارية  من كل القيم!!
كمن يسبح في متاهة انعدام الوزن ولا يمكن تبرئته من معاناة الرخص والارتهان إلا من عصمه الله ونجاه من الضلوع في هذه المöحنة المركبة والمرعبة !!!
والأخطر من ذلك أن لا أحد يبحث عن مخارج إلى النور من داخلنا ومن ذات نبض الضمير العربي الحر الأبي  ولا عن منافذ للضوء من جوهر حضارتنا العربية والإسلامية ولا من عمق المعطيات الإيجابية والحضارية الناصعة في العصر الذي نعيش فيه ! وفي مقابل ذلك أو للحيلولة دونه فقد أطبقت الشرعية الدولية على الساحة العربية والشرق الأوسط الجديد  عموما!!
والذين يتحركون هم الذين يقفون خارج الدائرة المعنية باستثناء اسرائيل التي تدرك جيدا أي صيد ثمين ستحصل عليه بعد الانتهاء من الطبخات التي تتضرم في صور النار الخبيثة تحت قدورها الهشة !
 (( فهناك دائما ثمن يدفع لإسرائيل و على حساب العروبة وأقطارها الملتهبة !!! ))
 هل هذا الأمر ? يعني أحدا¿ هل الكل راض  بما انتهى إليه الأمر ويسير إليه بلا تردد ولا هوادة ¿
الكل يعاني الأسر وفي حفرة المعاناة الخاصة به لا يدري ماذا يفعل.. وكل تحرك ينبثق من نبل المقاصد وحسن النوايا ولا يلبث أن يحاصر بالشبهات ان لم  يواجه بالاحباطات.. لأن المفروض أن تخيم الحالة الجهنمية الراهنة على الوطن العربي كله دون استثناء لأحد حتى ينضج المطبوخ كما تم التخطيط له في مطبخ الخمسة نجوم لمؤسسة الفيتو!!!
الكل مشدوه أمام لوحة الإعلانات لترقب النتيجة في بيت الطاعة الممتد من الماء إلى الماء !
 لا اعتذر عن هذه الكلمات المتشائمة والتي اختارت أن تكون في صف ما يدعى بسلخ الذات لأن الوطن العربي المعوق لا يوحي بغيرها ولا يحتاج لأي شيء أكثر من الشفقة وعسى أن يقرأ هذا الكلام بما يستحقه من التأمل والإمعان وحسب الكلمات إخلاصا أنها لم تخصص الاتهام فالكل في القفص ???
وبقي سؤال واحد كيف يمكن أن ينجو البلد الطيب بلد الإيمان والحكمة من ذلكم المصير الخطير وينجو من الخراب والتدمير رغم أنه يقف على الهاوية وما زال في غربال الاحتمالات  المتنوعة وفي موقع استراتيجي خطير من الخارطة المنشودة !!!
نعم لقد نجت بعض الأقطار العربية بأموالها وبالتحالفات الاستراتيجية والأمنية مع دول  (( الفيتو)) أعني بعض الدول الكبرى والبعض الآخر بأموالها وعقول أهلها وأهل الإيمان والحكمة في البلد الطيب ليست لديهم الأموال ولا التحالفات والمعاهدات الاستراتيجية ! ولكنهم يمتلكون العقل نعم العقل المحصن بالإيمان والمصان بالحكمة وباحتكامهم لما يمليه العقل سوف يحققون الفوز والنجاة والتحصين الكامل لوطن الثاني والعشرين من مايو المجيد ومكتسباته ومنجزاته المتعددة ولن يكون وطنهم صيدا لأي شكلö من أشكال التآمر مهما كانت التحديات الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية ولابد أن الأيام القليلة القادمة سوف تقدم الجواب الناصع والصريح من قلب مائدة الحوار المبارك بإذن الله  !!!
الحكمة مازالت في وهج العقل :-
*****************************
مازال مدار اليقظة حرا وطليقا
مفتوحا في سعة القيم الإيمانية والوطنية
والحكمة ما زالت نورا يسطع في وهج العقل
وتضيء بيا

قد يعجبك ايضا