طبيعة صامتة
لحظة يازمن
المسحقة.. حجرة دائرية كانت تستخدم.. كحجرة رحى “للماورة” ومع التطور الساحق وبروز الطاحون أخذت هذه الحجرة استمراريتها كمسحقة.. للبسباس وأنواع أخرى من السحق والسحاوق تتدور هذه الحجرة العتيقة فوق مربع حجري يصل ارتفاعه إلى نصف المتر” يزيد أو ينقص قليلا” مسألة لا تتطلب التدقيق كحياتنا العشوائية التي لاتضبطها الأرقام الفلكية أو الأرقام العادية والتي تربش حتى أحدث حاسوب انتجته العولمة مقصوفة الرقبة وعلى السطح الدائري للمسحقة الذي نصفه خشن والنصف الآخر أملس ناعم على تلك الحافة يقبع “المركب الحجري” حجرة سوداء حجمها يتسع ملئ الكف ولأن الحجرة المسحقة وهي تتموضع كما قلنا انفا فوق مربع حجري وفي السقف المفتوح على الفضاء وأنت تنظر إلى المسحقة يبدو الحجر الأسود الصغير على الحافة الأخرى المواجه للفضاء يخيل بعد للنظر أو البصر أن الحجرة الصغيرة على وشك السقوط وحينها ينتابك شعور.. أن تنهض وتسرع.. لإعادة المسحق.. إلى وسط المسحتة ولأنك كسول بالطبع أو بالأخرى.. أنا الذي أتابع المشهد أتحرك.. حتى يلفت المسحق إلى الهاوية لكنها مجرد تخيلات فالحجرة الصغيرة السوداء التي تملأ راحة الكف وقبض البنان.. هناك مازالت ثابتة على حالها يهطل المطر.. وقت المشاهدة.. وتأخذ المسحقة.. وطفلها الصغير القابع على حافتها منظرا آخر تسقط حبات المطر على سطح الحجرة.. فيتقافز الرذاذ من على السطح دفقات رذاذية وتعود إلى السطح من جديد ينسال بعدها الماء على حواف المسحقة.. وكأنه ينشع من نبع غير مرئي يتوقف المطر وأنت تتابع المشهد تنقشع الغيوم وتعود أشعة الشمس تسقط على سطح المسحقة الحجرية وقد التمع السطح.. كبحيرة أين شاهدتها العين.. لا تدري .. أين!.
