معا من أجل بناء اليمن الجديد والموحد
يتساءل الكثير من الناس البسطاء عن المعنى العام أو السياسي لمصطلح الثورة والحقيقة أن الثورة في الأصل هي إرادة وحالة شعبية وللتقريب أكثر فإنها بالعرف السياسي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره أي التطلع إلى الأفضل وهذا الأفضل الذي نريده أو نتمنى تحقيقه هو في الأساس شامل لكل المجالات السياسية أو الاقتصادية الأمنية أو الاجتماعية أو غيره.
إذا فالجميع بات يدرك أن الثورة السلمية أو المشروعة هي في الأساس ما قامت إلا للخروج أو المطالبة بالحقوق العادلة والتي تتمثل في إقامة العدل والمساواة أولا وكذا العمل على محاسبة الفاسدين أو المقصرين ثانيا.
المؤمل اليوم أن الأحزاب أو القوى السياسية باتت تدرك أن الشعب اليمني يتمنى وبصراحة أن تكون الفترة القادمة أجمل وأحلى وأن يكون التوافق والشراكة والتعايش هو عنوان المرحلة القادمة.
بالتأكيد أن المشكلة اليمنية الآن لن يتم حلها بالشعارات أو الكلام النظري الذي لا يطبق على أرض الواقع وليس في مفهوم الدولة الموحدة إذا لم يتم بناء الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن الجديد على أساس وجود الالتزام النظري والعملي والتطبيقي بركائز الحياة الديمقراطية العادلة من انتخابات حرة ونزيهة واستقلال للقضاء ومن التداول السلمي للسلطة.
المهم الآن أن تتضافر الجهود في الفترة القادمة على أساس التوافق والتسامح وللأحزاب وباقي القوى السياسية أن تقف اليوم وقفة تقييمية وتقويمية للحالة التي وصلنا إليها.
المطلوب من الجميع أن يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا في مواجهة كل المؤامرات وكذا الفاسدين أو المجرمين من الإرهابيين.
إننا نكرر الدعوة بكل القوى السياسية بأن تعمل من أجل الوطن فالوطن ومستقبل أبنائه أمانة ومسؤولية عظيمة يتحملها الجميع.
في الختام لا بد من التأكيد مجددا أن القوى السياسية اليوم أمام فرصة تاريخية والظلوب منها أن تعمل اليوم على تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الضيقة بمختلف أشكالها وأن ينتصروا للمشروع الوطني الكبير على حساب المشاريع الانتهازية الصغيرة.
ها هي الفرصة أمامكم اليوم وما عليكم أيها المتحاورون إلا الإثبات بالأعمال وليس الأقوال أنكم جادون نحو الانطلاق أو التطلع لبناء أو تأسيس الدولة المدنية الحديثة والعادلة والتي تكفل لكل أبناء اليمن الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل بإذن الله.
