الحوار يمني يمني
يعد الحوار سنة الله في الكون لتنظيم شؤون حياة البشرية وتحقيق سعادتها وما يتناسب مع عصرها وزمانها بل إن المولى جل في علاه حاور ملائكته وأنبياءه ورسله وجعل الحوار بين خلقه فريضة دينية وضرورة إنسانية وعلى مر العصور شهدت البشرية حوارات إنسانية ودينية وسياسية واجتماعية ونجحت الأمم والشعوب بالحوار في التعايش السلمي الاممي والاقليمي فكان الحوار بديلا عن الاقتتال .
ونحن معشر اليمانيين شأننا شأن بقية العالم شهدنا اختلافات وصراعات اعقبها لقاءات وحوارات أثمرت ائتلافات وتحالفات ومشاركات سياسية واجتماعية لتنظيم وتسيير شؤوننا الداخلية وإعادة الثقة في ما بين بعضنا البعض دون الرجوع أو الركون للغير وهذا ما ساعدنا في إنجاح حواراتنا كما ان ترسيخ وحدتنا الداخلية لم يتحقق الا بالحوار ووحدتنا اليمنية الخالدة تحققت بالحوار الصادق والبناء .
بيد أننا اليوم ومنذ انطلاق ثورة التغيير السلمي للسلطة شهدنا حوارا وطنيا شاملا حاول البعض استغلاله لمآرب فئوية مما مثل خيبة امل لتحقيق تطلعات وآمال الشعب فكانت انتفاضة 21 سبتمبر فرصة لتصحيح مسار الثورة الشعبية وقطع رموز الفساد والاستغلال وانكشف زيف ومؤامرات قوى داخلية واقليمية حاولت عبثا تسخير الحوار لتحقيق مآربها غير ان الشعب متمسك بمبدأ وثقافة الحوار ويسعى إلى إنجاحه غير أن الواهمين والمتربصين بالوطن يحاولون اليوم إعاقة المسار الديمقراطي والحوار الوطني من خلال تدخل الغير في شؤوننا الداخلية ومن خلال محاولة نقل الحوار خارج الحدود في تحد سافر لقيمنا وعراقتنا وفرض أجندة خارجية لإذلال شعبنا وهذا مستحيل كون الحوار يمنيا وشأنا داخليا.