السياسيون أصناف ومقاسات
د. حسين العواضي
* علöق في الأذهان أن السياسة لعبة قذرة وأن السياسي ثعلب مراوغ يبرر غايته بأدنى الوسائل وأحقرها هذا ليس بالضرورة واقعا ولا حقيقة.
* السياسة فن إدارة المجتمع تسيير شؤونه وتنظيم أموره ورسم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ثم تسخير القوة والنفوذ للصالح العام.
* واللعبة السياسية عند خلق الله ـ غيرنا ـ تعتمد على مهارة اللاعبين وحذاقتهم ثم ذكائهم وحصافتهم.
* ولها نجوم يبزغون ويأفلون يتألقون ويعتزلون لها قادة يربحون ويخسرون يتقدمون ويتراجعون وأمام الحق والوطن يتواضعون لا يعاندون ولا يشطحون.
* وعلى رأي الخبير البلدي عبده الجندي فإن السياسة ليست عداوات دائمة ولا صداقات قائمة وأسوأ ما في الأمر أن يلجأ السياسيون إلى العنف السياسي لتحقيق مآربهم.
فالعنف السياسي الناتج عن التمييز والعنصرية ما لم يكبح يفقد اللعبة أخلاقها وقواعدها فتأتي البدائل منفرة مدمرة لا تصلح ولا تفلح.
* تسجل الأهداف ولكن من مناطق الغش وأوضاع التسلل يمارس العنف بقساوة وضراوة لا تردعه صفارات التنبيه ولا بطاقات الطرد والإنذار.
* والحكم ـ الأجنبي ـ الذي نعده محايدا ومحترفا لا يهمه غير أجور التحكيم وحين تصل اللعبة إلى ضربات الترجيح يترك الملعب هاربا حانقا يهذي ويحكي لا نفهمه ولا يفهمنا وسدوا لا عاد بقي لاعب¿
* والسياسيون الذين يلعبون على المكشوف أصناف ومقاسات مثل القمصان والبطاريات.
* السياسي ـ المهموم ـ قلق وحائر يدعو الله ليلا ونهارا أن يجنب وطنه وأهله المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن¿
* والسياسي ـ الملغوم ـ متوتر متعنتر قابل للاشتعال وجاهز للانفجار كائن مدمر لا يقبل الحوار يعيش في الظلام ويروق له الخراب والدمار.
* وعاد السياسي ـ المعلوم ـ يقبض مصروفه من خارج الحدود يلهث ويعبث وهو الآن في ورطة وحيرة كيف له أن يرضي رعاته¿ ويرتب مواقفه¿ ويصيغ تصريحاته¿
* أما السياسي ـ المزكوم ـ مثلكم ومثلنا فهو الحزين العليل أنهكته روائح الطبخات السياسية الفاسدة مطابخ وسخة مفزعة وبهارات خطيرة مستوردة لا شهية ولا نقية لا حرافة ولا نظافة.
* والسياسي ـ المفهوم ـ أصبح كائنا خرافيا هاجر من اليمن إلى جزر الكناري حيث لا حقد ولا كراهية ولا عناد ولا أذية.
* وتطول القائمة لكنها تنتهي بالسياسي ـ المرحوم ـ وهذا عجز عن الفهم والتحليل فنقلته الجلطة إلى كنف ربه.
* قضى أول شبابه في دراسة العلوم السياسية وقضى آخر عمره في المناصب السيادية وكان أحد الأعضاء البارزين في الحزب الذي سيلحق به في الأيام القادمة.