داعش .. من ذبح البشر الى طمس الحضارة

أحمد عبدالله الشاوش

صدمة تلو الأخرى يتلقاها المجتمع الإنساني من تنظيم ” داعش ” الإرهابي الذي يمثل حالة من حالات السقوط الديني والأخلاقي والفكر العدواني الذي هيئة له أجهزة مخابرات دولية وعربية بيئة إجرامية لنشر التطرف وتدمير الأمم والأوطان وطمس الحضارة الإنسانية .. هذه النبتة الشيطانية الخبيثة لولا احتضان بعض الأجهزة الدولية المشبوهة لها وترعرع عناصرها بين أحضانها ومنحها جنسيتها وتصدير نسخ منها للعالم لابتزاز الحكام والدول والشعوب لما وصلنا  إليه من أنهار  الدماء الزكية وحرق الجثث الحية وتدمير الأوطان وإشعال الحرائق وسبي النساء وذبح الرجال كالنعاج وأعمال الخطف والنهب  والتجارة بالأطفال والآثار في مقابل ملايين الدولارات وغيرها من الصور البشعة في  العصر الحديث المؤدلج .
يوم بعد يوم تتكشف الحقائق من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال من تم أسر البعض منهم أن داعش صناعة ” أمريكية ” والغرب ” حاضنة ” ودول النفط ” ممولة ” والأتراك شركة ” تسويق ” وتمرير  والابتكار صهيوني   للسيطرة على الثروات والمواقع الاستراتيجية والانتقام من الدول الحضارية عبر جيش جرار من المرتزقة أومايطلق عليه الجيش السري لبعض القوى الدولية حتى لو ادى الامر الى  تدمير العالم .
لم يكتف صانع القرار الدولي البشع  بإبادة الهنود الحمر والوحشية  الصهيونية والمجازر الفلسطينية  والمآسي الفيتنامية وقتل مليون شهيد جزائري وأحزان المغرب ونياح التوانسة  وتحطيم أفغانستان واللعب بورقة البوسنة والهرسك وتصدير الفوضى للجمهوريات المتاخمة لروسيا وتقسيم السودان  وتدمير العراق وأحراق سوريا ومجازر كوباني والفوضى في ليبيا والفتنة في مصر والاضطرابات في افريقيا بل ذهب إلى إعداد سناريو أكثر رعبا من ذلك لجر الأنظار عن تلك الممارسات الوحشية بأخطر منها متعمدا صنـــاعة الموت عبر  دواعـش الإرهاب والعيش على جماجم ودماء الأبرياء وثروات اوطانهم.
ولهذا استمرت سكاكين داعش في ذبح الرقاب من الوريد إلى الوريد بوحشية فاقة هولاكو والتتار وحملت المعاول  في هدم الحضارة الإنسانية بالمناشير  والفؤوس لتحطيم مقتنيات متحف ” نينوي ” بالموصل وطمس الحضارة الأشورية في بلاد الرافدين وتكسير آثار وتحف وتماثيل جسدت حضارة انسانية لآلاف السنين  رغم حجة  داعش الباطلة والقياس المفلس و الفهم الخاطئ للدين الإسلامي الحنيف الذي يرى الدواعش أنها شرك بالله تعالى  في حين ان الناس لا يتعبدون ولا يتقربون  بها  إلى الله  وإنما مجرد قطع أثرية تحكي تاريخ أمم سابقة .. لقد أدى الجهل والثقافة  المنحطة واستغلال الفقر والبطالة والخواء الفكري إلى صناعة الكراهية وإحراق المكتبات والانتقام من العلوم ومازالت الدول الطاغية تدعم وتغطي هذا السيناريو الوحشي .
مازالت داعش تصدر الكثير من المشاهد المرعبة والصور المأساوية تحت تأثير وتخدير أفكار وأيدولوجيات زائفة ومازال الإعلام الدولي  ينفخ ويروج لهذه النبتة الخطيرة مظللا الرأي العام الدولي بالانتصارات الزائفة للضربات الجوية ذات الدفع ” المسبق ” وتحطيم أوكارها لالتهام الكثير من أموال دول ” النفط ” المغلوب على أمرها في حين أننا نرى ونشاهد ونسمع تمدد داعش بلاحدود وتوسعهم في العراق وسوريا والاراضي الكردية  وليبيا ولبنان باستثناء تركيا !! بعكس مايروج له سياسيو البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي الذي بدأت شعوبه تدق ناقوس الخطر وتضغط على قياداتها لاسيما بعد ذبح الصحافيين الأمريكيين والبريطانيين واليابانيين والتخوف من عودة الدواعش من بؤر التوتر إلى حاضنتهم  ولدغ مواطنيها  .. ومع هذا لاتكفي  بيانات الشجب والاستنكار من الدول والمنظمات الدولية وعقد المؤتمرات الاستهلاكية والاستعراض بعدد الطلعات الجوية المشكوك في مهماتها بقدر ما تكون هناك إرادة دولية صادقة وضغط شعبي عالمي يجبر أجهزة الشر ”  الدولية ” وبعض السياسيين المعتوهين بتفكيك هذه الجرثومة  واقتلاع هذه النبتة السرطانية من جذورها لإحلال الأمن والاستقرار والسلام العالمي مالم فإن جذورها ستصل الى بلدانها وعندها تصفر العداد ستفعل سكاكينها ومعاولها لهدم حضارة العصر الحديث آكلة الأخضر واليابس .

قد يعجبك ايضا