من عليكم ¿
يكتبها: علي بارجاء
حين يأتي أي طفل إلى أمه وهو يبكي يكون سؤالها له: من عليك¿ لأن أول ما يتبادر إلى ذهنها أنه لن يبكي إلا إذا كان قد ضربه أحد.
ولأننا سمعنا عجبا ومفاد ما سمعنا أن سفارات الدول العظمى في صنعاء ستغلق أبوابها وسيغادر العاملون فيها إلى بلدانهم العظيمة (الولايات المتحدة الأمريكية) و(بريطانيا) و(فرنسا) فمن حقنا أن نسألهم: من عليكم حتى تولوا الأدبار وتتركونا¿! بالله عليكم كيف سنعيش من غير وجودكم¿ فأنتم الخير والبركة ومن غيركم ليس لوجودنا معنى في هذه الحياة!
هل ترحلون لنعيش حياتنا أحرارا ننعم بالعزة والكرامة وننعم بالأمن والاستقرار ونتجه إلى بناء دولتنا التي نحلم بها¿ هل ترحلون لنحيا في أمن واستقرار¿
هل تغلقون سفاراتكم وترحلون لأنكم تعلمون أن بلادنا ستكون عرضة للحرب والدمار وسيحل عليها غضب من هنا أو هناك سيؤدي إلى أن يكون العيش فيها مخاطرة غير مأمونة الجوانب¿
كيف تغلقون سفاراتكم وترحلون وأنتم أرباب الشجاعة والقوة والنفوذ في العالم وتعتقدون أن مصير الشعوب بأيديكم وأنتم من تتحكمون فيها وتقررون خيرها وشرها¿
هل تتنعمون بخيرات بلادنا مقابل المزيد من فقرنا وإذلالنا ثم حين يحصحص الحق ويثور الشعب لكرامته وعزته ويطالبكم بنصرته من أجل الخروج من جحور البؤس والفقر والذل ليقبل على الحياة والعيش الكريم تولون الأدبار فارين كالحمر المستنفرة التي تفر من قسورة¿!
هل تريدون أن نظل كالأنعام ننتظر منكم ما تقررونه لنا وما علينا سوى أن نهز رؤوسنا خضوعا وإقرارا وقبولا¿!
اغلقوا سفاراتكم وارحلوا فلن نموت جوعا ولن نذرف على فراقكم دموعا ولن نظل معلقين في شجركم فروعا فنحن أصل الشجر لا فروع نابتة في جذوعها.
أعلم أنكم تمارسون معنا ما يمارسه الآباء مع أبنائهم فهم حين يطلبون منهم فعل شيء ويتأخرون أو يأبون فعله يداعبونهم بأنهم سيغادرون البيت إن لم يفعلوا وهيهات أن يغادروا وهكذا أنتم تداعبون اليمنيين بأنكم إن لم يستجيبوا لما تريدون ستغادرون لأننا في نظركم أبناء عاقون لكم منذ أن وطأت أقدامكم بلادنا ولذا لم نر منكم خيرا ولا يبدو أننا سنرى منكم خيرا أبدا لأننا سنظل عاقين ما لم يكن ما تريدون منا في صالح بلدنا وفي صالحنا.
أعلم أيضا أن لكم بيننا أبناء بررة بكم لكنهم قلة قليلة فاليمني محب لوطنه غيور عليه حريص على أمنه واستقراره ووحدته متطلع ساع إلى تطوره وتنميته وتقدمه ورخائه رافض لكل أشكال الوصاية عليه التي تجعله لعبة كالكرة تتقاذفه الأيدي.
لا بأس عليكم! فلترحلوا كما شئتم فلسنا شعبا يطرد ضيفه من بيته.