الولاء للوطن يصنع الانتصارات

عبدالسلام الحربي

مقال


 - إن وجود الإرادة الوطنية والولاء والانتماء للوطن والحفاظ عليه وعلى مكاسبه وإنجازاته الوطنية وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه هي لاشك تصنع الانتصارات وتحقق الغايات والأهداف التي يتطلع
إن وجود الإرادة الوطنية والولاء والانتماء للوطن والحفاظ عليه وعلى مكاسبه وإنجازاته الوطنية وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه هي لاشك تصنع الانتصارات وتحقق الغايات والأهداف التي يتطلع إليها أبناء الشعوب في الحاضر والمستقبل مهما كانت العراقيل والأشواك من قبل الآخرين, مهما كانت التحديات أمام كل من يحظون بثقة الشعب والجماهير من القيادات الوطنية.. خصوصا إذا كانت المواقف والأهداف والنوايا صادقة تصب في خدمة الوطن وأبناء الشعب وبعيدة عن خفايا ونوايا ومرام لمصالح شخصية وسياسية وحزبية على حساب أبناء الشعب وخيرات ومقدرات الوطن.
وإذا كنا نعرف جميع ما تجود به بلادنا من خيرات وثروات وموارد اقتصادية وسمكية وحيوانية وزراعية قادرة على تحقيق المطالب والاحتياجات والمستلزمات الضرورية لكل أبناء الشعب وفي كل أرجاء الوطن اليمني, إلا أن من كانوا على قمة هرم السلطة وأجهزتها الحكومية والمدنية والعسكرية والأمنية هم أحد العوامل الرئيسية في تراجع مستوى الأداء الوطني وخلق أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة لدى المواطن اليمني وتراجع نسبة الخدمات والمرافق الوطنية العامة في أغلب المحافظات اليمنية بالإضافة إلى انتهاج سياسة الإقصاء والتهميش وعدم القبول بالآخر.. بالرغم من وجود خامات بشرية يمنية مؤهلة وقادرة على الإبداع والإنتاج والبناء والتحديث في كافة المجالات والمرافق والخدمات الوطنية العامة ومواكبة عصر الثورات الصناعية والتكنولوجية أسوة بما تشهده بعض الشعوب والدول العربية والخليجية من حولنا.
إن الظروف التي تعاني منها بلادنا وأبناء شعبنا اليمني في شتى المجالات الأمنية والاقتصادية خلال السنوات الماضية وعلى وجه التحديد خلال المرحلة الانتقالية الجديدة هي نتاج للسياسة الخاطئة لكل من كانوا في قمة السلطة, ومن بيدهم مواقع القرار السياسي والمصيري ومن يرسمون سياسة الوطن الداخلية والخارجية هم من كانوا يديرون البلاد من منظور أحادي اقتصر على جوانب محدودة وفئات وشرائح مجتمعية وقيادات وأحزاب سياسية بحد ذاتها كان لهم نصيب الأسد من الجاه والملك والثروة والمناصب في معظم مفاصل الدولة ومراكز النفوذ والتعامل المباشر مع قمة الهرم السياسي والحكومي تحت مطالب وخدمات باسم المواطن اليمني سخرتها تلك القوى لمصالح شخصية وثراء غير مشروع في القطاع العام والخاص.
ولهذا فإن المناكفات السياسية والحزبية للقوى الوطنية الفاعلة ليس صراعا من أجل اليمن ومصلحة أبناء شعبنا اليمني بقدر ما هو صراع شخصي ومكاسب مالية وتحقيق مقاصد ومناصب ومراكز نفوذ على حساب المواطن والشعب وكسب الوقت من أجل زيادة الأوضاع الصعبة الراهنة تعقيدا وتوترا وإدخال البلد في نفق مظلم وعنف وفوضى و سياسية ومذهبية وطائفية وتحريض إعلامي واسع لبعض القوى واللجان الشعبية والثورية بغية خلق واقع مجتمعي مغاير للمسيرة الثورية واللجان الشعبية في الوقت الراهن الذي تشهد فيه بلادنا فراغا دستوريا.
وفي الأخير فلا حل للواقع اليمني الصعب إلا بترسيخ مبدأ العيش والتعايش وفق مبادئ وطنية وأخوية ونظام سياسي تجمع عليه كل الأطراف والمكونات السياسية والحزبية لإخراج الوطن من عنق الزجاجة ومرحلته الانتقالية والانطلاق نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة الضامنة للحرية والعدالة والمساواة والحكم الرشيد وإدراك كل أبناء شعبنا أننا أمام امتحان صعب لقدرتنا على تجاوز الصعاب وتحقيق مبدأ الشراكة الوطنية والقبول بالآخر والعيش والتعايش في وطن واحد يضم الجميع ويسمو فوق الجراح والآلام والخصام والبؤس والشقاء والهيمنة والمكابرة وطن يتفوق وينتصر على كل المصالح السياسية والشخصية الأنانية والضيقة.

قد يعجبك ايضا