حول اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي

رشيد الوريث

 - قبل نهاية 1980م وصل إلى صنعاء الصحفي الإماراتي شاكر الجوهري عن صحيفة الاتحاد وكوني مديرا لإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الإعلام والثقافة فقد كان من عملي أن استقبل الصحفي المذكور
قبل نهاية 1980م وصل إلى صنعاء الصحفي الإماراتي شاكر الجوهري عن صحيفة الاتحاد وكوني مديرا لإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الإعلام والثقافة فقد كان من عملي أن استقبل الصحفي المذكور وأعرف من خلاله مايريد وكانت هذه هي زيارته الثانية لليمن وقد أجزى قبلها لقاءات مع شخصيات يمنية منها الشيخ عبدالله الأحمر والشيخ مجاهد أبو شوارب.
سألت الصحفي المذكور عن من يريد مقابلته فذكر اسم الشيخ عبدالله الأحمر في طليعة الأسماء فقمت بالاتصال بالأخ عبدالقادر القيري سكرتير الشيخ وحدد لنا الموعد اليوم التالي وحضرنا حسب الموعد وبعد مايقرب من عشرين دقيقة حضر الشيخ مجاهد أبو شوارب.
استهل الجوهري المقابلة بأن ذكر الشيخ الأحمر بالموضوع الذي نشره تحت عنوان “هذا الرجل في خطر” ويقصد الجوهري بالرجل إبراهيم الحمدي. أرسل الجوهري نسخة من العدد إلى الشيخ عبدالله وبعد مايقرب من شهر تم اغتيال الرئيس الحمدي أي أن تنبؤ الجوهري بالخطر المحدق بالرئيس قد صدق.
ومن الجدير بالذكر أن بين الشيخ عبدالله والشيخ مجاهد علاقة نسب إضافة إلى الارتباط القبلي أما الصداقات السياحية فكان لكل واحد منهما توجهه الخاص به فالشيخ عبدالله صديق المملكة والشيخ مجاهد كان صديقا للعراق وكان لكل منهما اعتماد مالي خاص به وإضافة إلى مايستلمان من الخارج فإن الدولة في صنعاء تدفع لكل منهما ما يسمى بالميزانية.
كان للمرحوم إبراهيم الحمدي موقف من جميع المشايخ فالحمدي كان يرفض المظاهر القبلية داخل العاصمة ولهذا اضطر المشايخ أن يعيشوا خارج صنعاء حتى تم اغتياله.
عند قيام الثورة في صنعاء اتصل رجال الثورة بمصر عبدالناصر للوقوف بجانب الثورة ولم يقصر جمال عبدالناصر بإرسال القوات المصرية التي وصلت في الأسبوع الأول للثورة وساعدها على الوصول إلى صنعاء بهذه السرعة أن دولة الصين الشعبية كانت قد قامت بتمهيد وسفلتة الطريق من الحديدة إلى صنعاء قبل قيام الثورة وكان رجال القبائل الواقعة على امتداد الطريق يتقبلون الأجنبي بصعوبة بالغة لذلك فإن للإمام مقولة لتهديد القبائل “بأن كل صيني بعشرة حيسي”.
وهي عبارة عن ثورية وتم بناء الطريق بالحد الأدنى جدا من الصينيين الضحايا.
لقد قدمت مصر عبدالناصر أبناءها لحماية الثورة في اليمن وذهب عشرات الألوف شهداء في المعارك ولم يسحب جمال عبدالناصر قواته من اليمن إلا بعد أن وقعت الحرب بينه وبين إسرائيل وأعلن في خطابه للشعب المصري مسئوليته عن الهزيمة وانتحر القائد عبدالحكيم عامر أما إسرائيل فقد أطلقت عليها حرب الستة أيام وكان القائد هو الأعور “موشى دايان”.
كان الرئيس الحالي في الزيارة الحالية هو علي عبدالله صالح فسأل الصحفي الشيخ عبدالله: ألا تتوقعون ياشيخ عبدالله أن يحدث للرئيس الحالي علي عبدالله صالح ما حدث للرئيس الحمدي¿
أجاب الشيخ عبدالله وبنفي قاطع لن يحدث للرئيس الحالي ماحدث لإبراهيم الحمدي الحمدي كان ابن سوق أما هذا الرئيس فهو ابننا ومننا.
لم يعقب الجوهري بشيء في الوقت الذي ظل الشيخ مجاهد صامتا طوال اللقاء وكأن الشيخ عبدالله قد أجاب عن الاثنين.

قد يعجبك ايضا