إلتفافات
محمد المساح
حين تفرغ الأشياء من مضامينها وتنزع من المواضيع جوهرها ويصبح الجسد وحده هو الذي يتلوى ويتعطف لا تصيح الأغنية بعدها.. أغنية حقيقية تحاور الوجدان.. تصبح العملية مجرد استعراض للجسد.. يثير الحواس ويصيب البصر بعمى الألوان.. وفي هذه الحالة تصبح الأمور والأشياء والمواضيع التي توصلها الشاشات الفضائية بتلك الاستعراضات المغرية والمصاحب لها حوائج الإبهار والإثارة وكان الأمر في عملية التوصيل.. مأله تضليل وإفقاد الرسالة الفنية.. وجوهرها ومعناها إنه بالفعل تفريغ من المعنى والهدف.
تحتار وأنت تتعايش مع تلك الالتفافات التي تصنعها.. أو بالأخرى تفتعلها لا تدري بعدها.. أتلك الالتفافات نوع من المجاراة لسلوكات واتجاهات في الواقع¿ وقد نسأل أنفسنا مثلا لنوع واحد من تلك الالتفافات..! مثل بسيط حين يصل “دباب الركاب” إلى قرب إشارة المرور.. فهو لا ينظر بل يلف جانبيا ويستدير في شارع جانبي.. ويعود من جديد إلى الخط نفسه هذا مثل واحد وبسيط.. كيف نفسره منطقيا وعقليا¿ وكثيرة هي الالتفافات التي تتداخل في سلوكنا اليومي في التعاملات.. هل بالقدرة إحصاء مثل تلك السلوكات والاتجاهات والتي تصبح مع الاعتياد.. كأنها طرق صحيحة! أمر عجيب.. أم هو غريب بالفعل¿ إن مظاهر الالتفاف كثيرة في حياتنا وهي نبدأ عبارة عن هفوات صغيرة نتغاضى عنها.. ونحسبها صغيرة جدا لا تحتاج إلى نقاش أو تعليق لاتحتاج لأن نعتبرها.. في خانة السلب..ومع تكرار الزمن والأيام.. تصبح تلك الهفوات التفافات تتبعها التفافات كبيرة.. وحينها نصرخ حين لا يجدى الصراح.