التقنية والأمية اللغوية..
عبد الرحمن محمد طاهر
يطغي الاستخدام المفرط للوسائل الالكترونية ووسائط الاتصال الحديثة على استخدام الورق والقلم , هذا الاستخدام المفرط لوسائل التقنية يضعف ألقدرة أللغوية عندالشباب والطلاب وفرض نفسه كبديل عن القراءة من الكتب واستخدام القلم والورق..
وسائل الإعلام ووسائط الاتصال والأجهزة الالكترونية على كثرتها وعلى أنواعها ـ ياجماعة الخير- وبرغم فوائدها وسهولة إستخدامها لدى الشباب والأطفال تظل سلاحا ذا حدين لذلك هي خطر ليس على القدرة اللغوية لهذا الجيل وحسب بل الأكثر خطرا على القيم الخلقية والدينية والاجتماعية والوطنية وعلى تماسك مجتمعنا المحافظ إذا ما أسيء استخدامها .. يتبدى هذا الخطر على أكثر من صعيد : أخلاقي وديني ووطني و.. وعلى هذا نخاف !!
أقول ذلك لا مبالغا ـ بل خوف على أبنائنا خوفا مزدوجا – عندما أشاهد هذه الأعداد من الشباب والطلاب تتزايد على محلات الانترنت وهي الأكثر ازدحاما من الفصول الدراسية ومقاعد الدراسة والدرس وأتساءل :
هل سيأتي اليوم الذي نواكب التقنية لإصلاح التعليم وتطوير القدرة اللغوية والإملائية لأبنائنا ¿¿, فقد بدأت الأمية اللغوية للأسف تظهر بين الشباب وقد لاحظت أن بعض شباب اليوم أقل قدرة على التعبير والكتابة – من شباب الأمس – وقد تجاوز هذا الضعف اللغوي إلى الضعف في الخط والإملاء والتعبير في الكتابة عدا الضعف في التعبير الشفاهي حيث انتشرت (اللقانة) في عصر (التقانة ) وبشكل ملفت , ويعتقد أن ذلك حدث بسبب الاستهلاك المفرط في استهلاك وسائط الاتصال والوسائل الالكترونية مع تدهور التعليم الأساسي خلال السنوات الأخيرة والذي يفترض أن يسند الجانب اللغوي ويعزز القيم الخلقية لدى الناشئة والشباب إضافة إلى أن شباب اليوم أقل قراءة واطلاعا على وسائل المعرفة والتثقف التقليدية كالكتاب والمجلة والقصة والرواية من شباب الأمس وليس اقل حظا منهم في الحصول عليها وغيرها من وسائل المعرفة التقليدية التي نهل منها جيلنا وبشغف من خلال القراءة والاطلاع والتثقف الذاتي وبرغم ندرتها حينذاك خلال (السبعينيات والثمانينيات ) فقد نهل منها جيلنا الكثير وكان للتعليم قيمة وهدفا وتضمن المنهج المدرسي حصيلة ثقافية غنية والطالب لايصل إلى الثانوية العامة إلا بعد استيعاب كل ذلك فضلا عن الاستعداد الذاتي المسبق للتعلم وحب العلم والتعاون المشترك بين البيت والمدرسة والمجتمع لحشد الجهود للتعلم والتعليم ..
اليوم ازدادت مصادر المعرفة والتعلم وانتشرت وسائل التقنية الحديثة ومع ذلك تجد معظم شباب اليوم لا يقرأون ولايطلعون ويكاد يصيح : (عطشان) !! والكأس في يديه وقد يصل البعض منهم إلى الجامعة وهو يعاني من أمية لغوية حادة وعجز في القراءة وضعف في الإملاء وفي المحصلة الثقافية . أقول ذلك ــ بل وأخاف على أبنائنا خوفا مزدوجا – عندما أشاهد هذه الأعداد من فئة الأطفال والشباب تتزايد على محلات الانترنت وهي الأكثر ازدحاما من فصول ومقاعد الدراسة وأتساءل بخوف: إلى متى تدهور التعليم سيستمر وهل ستتواكب خطط وبرامج التعليم مع التطور التكنولوجي والتقني .¿
alagbari50@gmail.com