الأوطان تبقى

معاذ القرشي


 - لمن لا يزالون مشدودين إلى  إبقاء اليمن في مربع العنف والاقتتال ومن لا يزالون يتحدثون عن منتصر ومهزوم ومن ينبشون في قبور الفتنة ومن يعملون على الاستمرار في تمزيق  النسيج الوطني
لمن لا يزالون مشدودين إلى إبقاء اليمن في مربع العنف والاقتتال ومن لا يزالون يتحدثون عن منتصر ومهزوم ومن ينبشون في قبور الفتنة ومن يعملون على الاستمرار في تمزيق النسيج الوطني يمكن أن يذهب الاشخاص لكن الاوطان تبقى مهما كانت التحديات الماثلة
لو كانت الصين توقفت عند نومها في احضان عصابات اللافيون لما رأينا التنين الاقتصادي الصيني ولو توقفت اليابان عند لحظة سقوط قنابل هورشيما ونجازاكي لما شاهدنا اليابان بكل ما حققتة من نهضة وتطور صناعي
اذا المواقف الصعبة والانتكاسات الوطنية تجعل العقول المخلصة لوطنها أكثر ارادة للتحقيق المستحيلات واكثر قربا من هموم الناس وتطلعاتهم
ولهذا لا احبذ ان يقف البعض موقفا سلبيا مما يحدث في اليمن فقط لأن ما حدث ويحدث يعارض ايدلوجيات وقناعات يؤمنون بها وهنا تظهر قدرة الثقافة على بلورة وتشكيل وعي شعبي بضرورة النضال من أجل القضايا التي نؤمن بها ولم تتحقق ولا يعني هذا ان نوجد قطيعة مع الحاضر أو نغادر مواقع المسؤولية التي تقتضي تقديم نموذج للعمل من أجل وطن لا من أجل حزب أو تنظيم سياسي أو قناعات خاصة
من استطاع اليوم أن يقود الجماهير ويقنعها أن مشروعه في صالحها واستفاد من سلبيات موجودة وتراكمات الماضي وحداثة تجربة التغيير في اليمن وحقق المكاسب سيكون أمام ميزان الشعب العادل غدا ولهذا علينا أن نعترف بالتغيير والشراكة الوطنية وأن نتعلم جميعا كيف يكون الانتصار لليمن الكبير والقوي والمستقر
لقد استولى على المشهد كثيرا من الساسة والحزبيين الذين يستميتون في الدفاع على قناعاتهم وايدلوجياتهم وتوارى رجال الدولة ومن يفضلون صوت العقل ولهذا ينبغي ان تكون المرحلة مرحلة عقل وتفاهمات وأن يمارس رجال الدولة دورهم في احداث التنمية والاستقرار واعادة ثقة الناس بأجهزة الدولة المختلفة فلا انتصار يمكن الحديث عنه إلا انتصار المجموع, أما الحديث عن غيرها من الانتصارات فهي مجرد سراب خادع في عقول لا تريد أن تفهم وتريد تعطيل الحياة واستمرار سلبية المواطن ولم ينتج المواطن السلبي الا مزيدا من الانشداد للماضي والبقاء في نفس المربع الذي للاسف سئم الناس منه وسئم أيضا من نفس الوجوه التي تعمل على انتاج نفسها مرات ومرات ولكن على حساب شعب ومقدرات وجهود ومعاناة الاغلبية الساحقة.
إنها دعوة صادقة أبعثها من الضمير الجمعي للإنسان اليمني للعودة الى صف الوطن وتقوية الدولة وأجهزتها المختلفة فذوبان الدولة ليس في صالح أحد, كما أن تخليص المؤسسات من شوائب واخطاء وتراكمات الماضي مهمة عاجلة حتى لا تظل مؤسسات الدولة كما كانت عرضة للنهب والفساد ووسيلة لشراء الولاءات.
كلنا يحلل ما يحدث وكلنا ينبش الماضي لكن القلة القليلة لا يزالون مشدودين أكثر للمستقبل رغم ضبابية المشهد وهؤلاء هم النواة التي لا تموت لا رادة الأوطان التي لا تقهر تجدهم اقرب لكل ما يجمع ويتجنبون كل ما يصنع الانتكاسات لا يهمهم من يحكم بقدر اهتمامهم ان من يحكم يسلك طريق الحكمة ويجنب الوطن أخطار الحروب الاهلية وواجب المثقف ورجل الدولة أن يكشف كل السلبيات التي تمارس بغض النظر عن الطرف الذي يمارسها
واحذر من الإقصاء والتهميش والمطلوب تفعيل اللوائح والقوانين وممارسة ادارة المؤسسات بطرق علمية حديثة ولا أتجنى على الحقيقة اذا ما قلت أن هناك كوادر مؤهلة تستطيع تحقيق انجازات عظيمة لكن مثلت تركة الفساد جدارا مانعا من تحقيق طفرة في بناء الدولة المدنية الحديثة كما أننا مدعوون سلطة وأحزاب وأفراد وجماعات لترك الأنانية التي تشربناها من الأنظمة المتعاقبة حتى نستطيع بناء اليمن الجديد وفي مقدمة ذلك الابتعاد عن صناعة الدكتاتور بنفاقنا وانتهازيتنا فهل يعي اليمنيون ذلك.

قد يعجبك ايضا