الهم الوطني.!!
خالد الصرابي
ربما كان وصولنا إلى هذه المحطة التاريخية التي تقاس بـ”الصعبة , والحساسة” يعد نتيجة حتمية لسلسلة من الصراعات التي ظلت خطواتها تسير بشكل “سلبي” أكثر من واضح , وقد عمل تراكمها على خلق حالة من التشويش الفكري والعجز التنفيذي ليكون التخلي التام هو العنوان البارز امام صعوبات نجمت عن صناعة خرقاء تشتت على أعقابها كافة الولاءات الوطنية الصادقة..
الموقف صعب والمستقبل اليمني تشوبه حالات كثيرة من – الخوف , والقلق- لكن التاريخ مليء بهذا النوع من الأحداث , ولا ندري ما إذا كان التطرق إليها سيعمل على بث طمأنينة التجاوز.!! أم سيضاعف من مستوى التحسر تجاه الاستمرار في نفس المنوال.!!
في حصار السبعين يوم على العاصمة”صنعاء” كصراع ولده الأثر الطبقي والطائفي لثورة 26سبتمبر نجد صعوبة وضعه يكبر نظيره اليوم حتى وإن كان الجيش آنذاك موجودا ويقاتل بشراسة وطنية فلم تكن القوة العسكرية وحدها سبب استقراره خصوصا بعد أن كان الوطن يبدو في “مرجيحة” ولم يكن أحد يعرف أين يحط رحاله , ولماذا لا نقول بأن خطوات القيادة حينها استقت سيرها من إرادة الجماهير اليمنية التي كانت جميع أهدافها مرسومة ومحددة الاتجاه!!
اليوم نجد اختلافا كبيرا بين – شعب طال انتظاره -, وفقد أمل الوصول بعدما أنهكته جملة الصراعات المتتالية , وبين قيادة غير مستقرة , وقائمين عليها لا يولون اهتماما لحالة شعب يصرخ لشدة العناء , وهذه النقطة بالذات هي من جعل الوضع الراهن يبدو أكثر صعوبة وتعقيدا ..
أعتقد أنه ومنذ بداية أحداث – 2011م- كان هناك مدة زمنية كفيلة بتحقيق نجاح (التسوية السياسية) والخروج بالوطن إلى بر الأمان . لكن اختلاط أوراق الأطراف السياسية المتصارعة عمل وبحدة على إبراز تلك الإعاقة ليس فقط من خلال توترها العام وما نتج عنها من ضباب خيم على الخطوط القيادية وحد من تحركاتها صوب البناء . بل رغبتها في البقاء وسط هذه الدوامة هي من نجحت مقابل الاستسلام الشعبي تجاه الإنهاك وفشل كافة الحلول السلمية . مما أدى إلى إخفاق كبير في عملية حل حتى أبسط النزاعات والتحرك بالوطن إلى الأمام .لهذا بات من الضروري على الشعب اليمني ألا يعتبر قوى الصراع السياسي البارزة على الساحة وحدها المعنية بشؤون الوطن في – الضيق, والفرج- في السلم, والحرب- فهو وطن الجميع , وهمه دائما ما ينعكس على الجميع …