مــدن وأمــاكــــــن يمــانيــة

د. عبدالعزيز المقالح


د. عبدالعزيز المقالح –
صنعاء:
بسيطة كالماء
واضحة كالشمس
لم تكن ساذجة بلهاء
كم طحنتú من ملك
وكم أقالتú رؤساءú
مصيرها في يدها تفعل ما تشاء.

عدن:
منذ اصطفاها الله
وهي فوق عرش البحر
جنة
تحنو على المسافرين
تسحق الغزاة والطغاةú
وتلúهöم الشعر روائع الحياةú.

صعدة:
طيبة الهواءú
نقية الماء شفيفة الفضاءú
قلوب أهلها نقية
نقاء الضوء في مسجدها الكبير
يورق في رحابها التسامح
يزهو السلام والوئام والتصالح.

المكلا:
نافذة للضوء
نجمة تضيء البحر
والصحراءú.
تقرأ غامض الحروف
لا مكان فوق الأرضö
ليس فيه أحفاد لها ولا أبناء.

تعز:
أخت الضحى إذا دنا الصبح
شقيقة النجوم في المساء
صوفية التهاليل
صديقة المرايا والورود والأنداء
تناثرتú فوق السفوح
كالأضواء.

الحديدة:
طاهرة القلب حبيبة الجميع
تسند ظهرها للبحر
أما صدرها فمشدود إلى الجبالú.
بريئة الجواب والسؤالú.
تدفن حزنها -إن حزöنتú-
في ساحة واسعة من الرمالú.

إب:
لؤلؤة خضراء
زجاجة من ألقö البهاء.
فيروزية الجبال والوديان
مغسولة بعطر من مياه الله
صرت لا أدري:
إب من الأرضö أم من السماءú.

زنجبار:
يوحي لنا اسمها العريقú
انها ابنة البحر
وأنها صارعتö الاهوال والأنواءú.
لم تكترثú بالقادمين من وراء الليل
والبحارú.
ابناؤها كانوا هم النهار
وكانوا الانوار والأضواءú.

ذمار:
ضاحكة
بارعة في الشعر والنكتةö
لا تكف عن جلد الولاة والحكامú
تعلو على أحزانها
تسخر من شعب
يعيش فوق أنقاض من الأحلامú.

مأرب:
كادت تغيب عن ذاكرة التاريخ
بعد إن تهاوى سدها
بعد انهيار عرش المجد والحضارةú
لكنها بالصامدين من رجالها
أزاحتö الرمال عن جبينها
وأطلقتú لعصرöها الإشارةú.

وادي بنا:
الجبال مرايا
ومن تحتها الأرض سجادة
تتمرى السماء عليها
وتبدو القرى حولها كالنجومú
هو وادي بنا
حيث تغفو الظلال على ضفتيهö
وتلعب عند السفوح الغيومú.

الحوطة:
مدينة الفن الأصيلú
تغفو وتصحو في خميلة من الأنغامú
لم يجبل الله بيوتها
كغيرها من حجر وماء
لكنه سبحانه
أبدعها من عسلö الغناء.

معين:
كانت قصيدة الأمس
التى أبدعها الإنسانú
في لحظات من رقيهö القديمú
كانت مدينة ومعبدا
في جوف جوفها يكمن سر الامس
يستوي المستقبل العظيم.

المهرة:
الأرض عذراء كما كانت
عشية الخلقö
والرجال طيبون كالملائكه
عصية كانت على الزمانú
حرة الشعور والمكانú
لم تخضعú لغاصب
ولم تكن ضحية المماحكة.

البيضاء:
واضحة بيضاء
لا غيوم في سمائها
ولا غموض في أسمائها
قليلة العددú
كثيرة المددú
الصدق فطرة يولد في ابنائها.

سقطرة:
اسطورة
كاملة التكوين والتخطيطú.
فراشة من شجر وضوءú.
قصيدة دائمة الايقاع.
جنة يحرسها الحب
ويرتوي من مائها المحيط.

الضالع:
هل من ضلع الثورة خرجتú
شاهرة سيف الحق نقيا¿
أم من اشواق الناس
وأحلام الشهداء خرجتú
تبحث عن عدل
وحنان ووفاءú.

ريمةú:
كأنها جزء من الجنةö
أبدعتها ريشة الإلهú
ووضعت “جبينها” تعويذة
يختال بين الأرض والسماء
تقرأ وجه البحر من مكانها
خضراء في الصيف وفي الخريف
والشتاء.

حجة:
شامخة الذرى
تدنو من الشمسö
ويدنو من بيوتها القمرú
في فترة أغرقها الطغاة بالدم القاني
فانكسرتú
تشققتú شعابها حزنا
بكى مصابها التراب والحجرú.

المحويت:
عالقة كالضوء في الفضاء.
أحجارها من قمرö الله
ومن نجوم شاردات في مدارج السماءú
حين ت

قد يعجبك ايضا