عود على بدء….!!!!

عبد الرحمن بجاش

 - 

 دعوني ألملم شتاتي , فما حدث يوم أمس الأول شتت الذهن , لكن لا بد أن نستعيد أنفاسنا طالما وقد تعهدنا للقارئ أن نقول شيئا , فما حدث على الأقل بالنسبة لي يؤك

دعوني ألملم شتاتي , فما حدث يوم أمس الأول شتت الذهن , لكن لا بد أن نستعيد أنفاسنا طالما وقد تعهدنا للقارئ أن نقول شيئا , فما حدث على الأقل بالنسبة لي يؤكد ما أنا متأكد منه وقلته مرات , ولم يعره أحد أي اهتمام ممن يفترض فيهم أن يهتموا به , وباختصار فاليمني ينجز منجزات بحجم الجبال , ثم لا يصدق نفسه , ويسأل : هل أنا أنجزت ¿ فلا يجد الجواب , ببساطة لأنه لا يقوم بتقييم ما يفعل , فلا يكون أمامه ليتأكد من إنجازه سوى بتخريب البناء كله بأن يفتعل (( مضرابة )) بينه وبين نفسه , فيفاجأ بأن ركاما كثيرا وكبيرا قد تجمع , فيضرب على مقدمة رأسه (( آخ )) , إذ يتبين له حجم ما أنجز , كالوحدة , فبعد أن أنجزت عادت النخبة تضارب بعضها لتفوق بعد خراب مالطا وكل الصحون خارج المطبخ مكسرة برغم جمال شكلها, ضف إلى الحكاية أننا لا نقرأ المعاشر إلى النهاية , الآن هانحن نعيد الكرة , فبعد حوالي العام من اللت والعجن في الموفمبيك , ولأننا نقرأ بالناقص دائما , فقد زيدنا السرعة ما قبل الانتهاء , ومع ذلك كان بالإمكان إصلاح ما اعوج , إذ أن ما اتفق عليه لم يكن قرآنا حتى نخشى أن لا تعديل ولا حذف ولا إضافة , خرجنا من الفندق إلى ميدان التنابز , وظللنا نتماحك ونتحاكك , حتى وصلنا إلى نفس الحالة التي تعترينا دائما وأبدا , فبدأنا نخرب كل شيء , لنعود إلى الصفر , بينما كان يفترض أن نجلس إلى الطاولة من جديد , ونأخذ ونعطي , وما نتفق عليه فليكن وما لم فنعيد التحاور عليه وحوله من جديد , ونتفق على تحريم المواجهة بالسلاح تحت أي مبرر كان , كذلك ننحي التعالي جانبا مهما أحس أي فريق أنه الأقوى , فصحيح القول ما قاله د :المقالح (( ولن يكون جديدا أو مفاجئا القول بأن طرفا واحدا من الأطراف السياسية القائمة حاليا في البلاد لن يتمكن من الانفراد بالسلطة أو اقتسامها مع طرف آخر , فالمياه التي جرت في نهر الحياة اليمنية قد غيرت المعادلات السابقة وأفضت إلى ما يسمى بالشراكة …..)) , وقد علمتنا الأيام أيضا أن غرور قوة اللحظة أيضا لا يفضي في هذه البلاد إلى التمكن والانفراد , فتنوع البلاد وتسيد فكرة أن الجميع لهم الحق هي بعض جديد الساحة , ويخطئ من يعتقد أن العام 2011م لم يترك أثره في أذهان الناس , ويخطئ من يظن أن بإمكانه أن يحكم الناس كرعية , لا فهذا المنطق ولى زمانه , والذكي من يتعظ بغيره , إن اللحظة تستدعي أن يعود الجميع خاصة القوى التي تحاورت إلى نقطة الالتقاء الأولى , فلا مخرجات الحوار , ولا مسودة الدستور , ولا اتفاق السلم , قرآن منزل , فكلها نتاج جهد بشري يخطئ ويصيب , وإلا ما كان الناس تفرقوا أحزابا وشيع إذا كان هناك شخص أو قوة احدهما امتلك الحقيقة المطلقة , إذ لا تعود هنا حاجة لوجود الآخرين , الفرد أو القوة الذي أو التي يعتقد أن الحقيقة المطلقة بين يديه فهو واهم وخارج نطاق قانون الكون , الآن لا تزال الفرصة قائمة لتحكيم العقل من جديد , والمؤكد أن اليمنيين برغم كل شيء , فلا تزال ثمة حكمة في الرؤوس برغم ضجيج الصياح والصراخ وحتى دوي القنابل ,لان العودة إلى الطاولة سيكون فرضا على الجميع , فقط علينا أن ندرك أن الجلوس قبل أن يسيل الدم خير من الجلوس بعد أن يسيل , إذ لا فائدة بالمطلق لسيلان الدم , ففي الأخير لا بد أن ندرك شئنا أم أبينا فهذه البلاد لن يحكمها أحد بمفرده مهما بلغ من الذكاء أو حتى التذاكي …..فيا أيها اليمنيون -النخب بالتحديد- لا طريق إلا طريق الحوار والتحاور والقبول بالآخر , ويكفي هدرا للوقت …تحت مبررات كل يختلقها بطريقته ………….

قد يعجبك ايضا