بقية من ضمير وإيمان
خالد الصعفاني
.. أما آن لهذا البلد أن ينعم بالخير الحقيقي لفراسة رسول الإنسانية فيه وهو يعتبر أهله اهلا للحكمة والإيمان وأهل للفقه ..! بل زاد من شرف الأمة اليمنية فقال أنها الين قلوبا وأرق أفئدة ..
.. نعم دفعت أقدار الله بالحكمة في غير مرة إلى سطح أزماتنا الخانقة فكان الخروج من عنق زجاجة لكن إلى قاع زجاجة أخرى .. أقول كفى لأننا نريد الخروج من الزجاجة تماما والبقاء حيثما باقي بلاد الله الأرض تحتنا والسماء سقفنا .. غادروا الزجاج لأنه لا خير فيه لبلادنا حتى ولو كان مصنوعا من تراب الأرض نفسه..!
.. لا بأس ان استذكر مرارة من مرارات هذه الأمة العديدة .. فمنذ التسونامي السياسي للربيع العربي واليمن في حالة حرب مع نفسه .. حرب استنزاف أبقتنا في حالة من الموات, أو قولوا الغيبوبة المشفوعة بأوجاع عديدة ..!
.. الشعب يعرف ان بلاء البلد نتاج السياسيين الذين اثبتوا انه لا يهمهم الا فرصتهم في الحكم .. أو قطعة الكيك التي يريدون اقتطاعها من البلد ومقدراته .. أو معاقبة مناوئيهم على الطريقة العربية المقيتة ” الأعراب اشد كفرا ونفاقا ” ..
.. أقول .. لقد جربنا الأزمات وكانت رحلة شقاء منذ ما بعد الثورة إلام سبتمبر 1962 م .. وخبرنا الحروب المحدودة سواء على مستوى الشطرين لأيام أو على مستوى المدن لأسابيع وأشهر .. أجعنا الشعب وأذقناه سوء العذاب في قوته وفي عيشه وفي أمنه وفي مستقبله أيضا .. وأدرك كل طرف سياسي انه لن يستقيم حال مضي سفينة البلد الا بعقل وجهد ورغبات الجميع معا لا أشتاتا ..
.. طبعا سياسيونا يعرفون ذلك تماما لكن العزة بالإثم , والكبر بالجهل والاستقواء بالبغي لا زال يجعل منهم ضحايا قبل غيرهم في مستنقع السقوط الأخلاقي والفشل السياسي والخسران الشعبي , لكن مشكلتنا بقت في امة لا تريد الاهتداء للحق .. وسياسيون لا يرون غير باطلهم .. ومؤسسات حكومية أيقنا أنها ليست الا أوكارا للنهب وممارسة الإدارة في أسوأ صورها وأتعس أوضاعها ولذلك لم يكن لها دور في الانتصار للشعب في أية مرحلة..
أخيرا :
.. دعوة للعقل لا للمس ولا للجنون .. وهم السياسيون لا غيرهم من بيده إصلاح البلد أو تعظيم خسرانه المبين للان .. انا هنا افتش في بقية باقية من ضمير وإيمان لكل من ينتمي لهذه الأمة التي كانت يوما عظيمة ..