من دونه لا يمكن إيجاد حل

عمر كويران


 - الحوار هو السبيل المقنع لسد كل فجوة تنتج خطرا على وطن يأمل أن يستتب أمنه ويتجه نحو المستقبل بمشروع يحمل كل الآمال والأمنيات ليستقر عبره خط النمو في شتى

الحوار هو السبيل المقنع لسد كل فجوة تنتج خطرا على وطن يأمل أن يستتب أمنه ويتجه نحو المستقبل بمشروع يحمل كل الآمال والأمنيات ليستقر عبره خط النمو في شتى المجالات.. ولا يمكن تحقيق ذلك في ظل صراع قائم لإيجاد حل يخرج البلاد من فوضى تمر بها ما لم يلتم الجمع وتناقش العقول الكيفية المثلى لضم الشمل وتحريك مسار التفاهم بأرقى أسلوب بطي الحوار بما يخدم مصلحة الوطن أولا وأخيرا ثم تمكين الجهات في ملف القوى السياسية من رسم خارطة التوجه وتسجيل رؤية مشتركة تسويقها بما يتلاءم مع معطيات تعين الجميع على تنفيذها كخطوة أولى لتأكيد توافق الرؤى ومنح الثقة للمجتمع بأن التواصل بين أهل الشأن حدد خطة تفي بما يجب اعتماده للسير معا وفتح طريق الأمان على مصراعيه لكسب كل مفيد تم الإجماع عليه بقناعة ولا حاجة للقلق بعد اليوم وعلى المواطن تجسيد هذا التوافق في ملحمة آماله بمستوفى ما يتمناه.
الحوار الذي شدد عليه رب العباد في سياق كتابه الكريم يعني تذكيرا للمختلفين أنه به يلتئم كل خطأ تسبب في الخلاف.. وأن القادة في معلق السياسة هم أمناء أمام الله في أوطانهم بأحقية رعايتهم لمواطنيهم تحت بند “كل راع وكلكم مسؤول عن رعيته” وهم أول من سيكتوي بنيران غضب المواطن حين لا يهتم هؤلاء بموضعهم في رحلة الحياة بخط حب لأخيك ما تحبه لنفسك” وهي أحاديث شريفة بلسان أفضل خلق الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للتنبيه بعواقب وخيمة لمن لا يعير الاهتمام برعاية الأمة في تفاضل موقع الجميع تحت ظلال الرحمة بالآخرين وهذا يؤكد أن تطبيقه لا يتم إلا بالحوار المنطقي في طرح الآراء وتداولها لانبثاق روح تعي ما معنى هذا الطرح وفوائده بحيث تتلافى أية إشكالية تلحق بالضرر على العامة.
الأحزاب السياسية بمفردات خصائصها التوجيهية ومصدر ما هي في نمط الارتباط لأي متجه منظور إليه لا بد عليها أن تدرك أن الأوطان هي محط الصلة لمسكن تلك المجموعات في دائرة المسؤولية كممثلين للوطن في رسم خارطة معيشته ومواكبة كل بلد ينعم بمأمن موقعه ومن خان وطنه خان نفسه وساقها إلى ما لا يرضي خالقه فيذيقه الله عذابا لا يتوقف أبدا يجبره على الندم للتفريط بالأمانة وإحلالها بالخيانة.. من أجل ذلك نتمنى أن يكون الحوار حوارا بناء بمستفاض ما سيتبناه المتحاورون من أهل السياسة والاقتصاد والوجوه المستنيرة لوضع الحلول والعمل بها.. وعلى كل ربان سفينة من أولئك في حزمة المنظومة الجلوس أمام الطاولة وقلبه مؤمن أن وجوده مراقب في كل كلمة يتفوه بها بمعمد ما في قلبه من نوايا.. وإذا توفرت النوايا الحسنة الصادقة تكون مخرجات الحوار هي الضابط الضامن بضمان الله لتأمين هذا البلد الطيب عند الله بقوله “بلدة طيبة ورب غفور” صدق الله العظيم.. فهل عقلاء وسياسيو بلادنا على قلب رجل واحد. نسأل الله أن يكونوا كذلك لسلامة وطنهم اليمن وعلى أيديهم بإذن الله السعيدة ستسعد.

قد يعجبك ايضا