نبد الإرهاب والعنف
السيد مصطفى الدقرة
فإن الإرهاب والعنف أمران يرفضهما الدين الإسلامي الحنيف وينبذهما لأن فيهما ترويع للآمنين وتخويف للمسلمين الأمر الذي يأباه الإسلام أيما إباء فالإسلام الذي يدعو إلى الأمن والأمان وينشر السلم والسلام يرفض كل الرفض إرهاب الناس وافزاعهم والله تبارك وتعالى حين في كتابه العزيز والقرآن الكريم (وأعöدواú لهم ما اسúتطعúتم مöن قوة ومöن رöباطö الúخيúلö ترúهöبون بöهö عدúو اللهö وعدوكمú) سورة الانفال آية (60).
إنما أراد إرهاب العدو الظالم الغاشم الذي يعتدي على البلاد والعباد حتى نرده عن الظلم والاعتداء ونحفظ بلادنا وأولادنا وأموالنا ولذلك يقول المولى عز وجل (فمنö اعúتدى عليúكمú فاعúتدواú عليúهö بöمöثúلö ما اعúتدى عليúكمú واتقواú الله) وأنظر إلى قوله تعالى (بöمöثúلö ما اعúتدى عليúكمú) أي بلا ظلم أو مجاوزة للحد حتى مع المعتدي الظالم بل انظر لقوله تعالى بعدها (واتقواú الله) دعوة أن نخاف الله ونتقيه حتى من معاملة الظالمين والمعتدين أما ترويع الآمنين وافزاعهم بلا سبب ولا مبرر ولا منطق فهذا أمر الإسلام منه بريء ولما تحلل بعض الناس من القيم الإسلامية والأحكام الشرعية وانتهجوا مناهج غير مناهج الله تعالى وتخالف ما أمر الله به وما أمر به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وخالفوا بذلك شرع الله وكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بدعوى التحضر والتمدن والتطور ومجارات العصر ومواكبة الحياة ومتطلباتها لتدرك الأمم الأخرى وجدنا جبهة مناهضة واجهتهم بالإرهاب والغلو والتشدد والتطرف والعنف والأمران يرفضهما الاسلام لأنه متبوع وليس تابعا ولأنه دين الوسطية والاعتدال والتيسير فلا إفراط ولا تفريط بل وسطية وحكمة يقول تعالى (وكذلöك جعلúناكمú أمة وسطا لöتكونواú شهداء على الناسö ويكون الرسول عليúكمú شهöيدا).
هذه هي أمة الاسلام التي أرادها الله فلا افراط ولا اهمال لا غلو ولا تقصير الاسلام يدعو المتحللين عن شرعه بالعودة والالتزام ويحذرهم من الفتنة والعذاب وفي الآية الكريمة يقول الله جل وعلا (فلúيحúذرö الذöين يخالöفون عنú أمúرöهö أن تصöيبهمú فöتúنة أوú يصöيبهمú عذاب ألöيم) والإسلام أيضا يدعو الطرف الآخر المفرط والمغالي والمتشدد إلى العودة إلى صحيح الإسلام الذي يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى الله على بصيرة مصداقا لقوله تعالى (قلú هذöهö سبöيلöي أدúعو إöلى اللهö على بصöيرة أناú ومنö اتبعنöي وسبúحان اللهö وما أناú مöن الúمشúرöكöين).
وأحسن شيء أن تدعوا إلى الله وأنت قدوة مسلم عامل للصالحات يقول تعالى (ومنú أحúسن قوúلا مöمن دعا إöلى اللهö وعمöل صالöحا وقال إöننöي مöن الúمسúلöمöين).
وبين الإسلام أن مواجهة الخصوم أو المخالفين تكون بالحسنى والجدال الحسن والموعظة الطيبة حتى تتآلف قلوبهم فيعودوا إلى صحيح الدين يقول تعالى (ادúع إöلöى سبöيلö ربöك بöالúحöكúمةö والúموúعöظةö الúحسنةö وجادöلúهم بöالتöي هöي أحúسن إöن ربك هو أعúلم بöمن ضل عن سبöيلöهö وهو أعúلم بöالúمهúتدöين وإöنú عاقبúتمú فعاقöبواú بöمöثúلö ما عوقöبúتم بöهö ولئöن صبرúتمú لهو خيúر لöلصابöرين) هذا هو الإسلام الحق العدل الطاهر البريء الرحيم بأتباعه وغيرهم ينشر الآمن والأمان وينبذ العنف والتشدد والتطرف والإرهاب ليعيش الناس في سلام .. نسأل الله تعالى أن يرزقنا الأمن والأمان وأن يجنبنا الإرهاب والبلاء أنه ولي ذلك والقادر عليه .. اللهم آمين.