مأرب ..!!
عبدالخالق النقيب

مقال
لا أدري أي نوع من النضال نحتاج لحلحلة كل هذا الصلف الذي يجتاز لحظاتنا ..
لازال الخوف يتسرب وها هو الآن يقف على مشارف مارب
نعيش وضعية مهينة للإنسان اليمني ولكرامته مارب تتأهب بكل ما فيها وكأنها على موعد لتكون ساحة للشرف البطولي سيعود أحدهم من المعركة ليخبرنا دون تورع بصور من تلك البطولات سيختلق قصصا لبطولاته وعن الدماء التي سالت على يديه كل الاحتمالات واردة وفرص التعاسة هي الأوفر حظا..
الاقتتال وتصفية الخصوم ليس معيارا لانتصار أي انتصار ذلك الذي يتلاشى قبل العودة سيعبر المنتصرون طريقا تمتلئ جنباته بجثث تحمل ملامح يمانيين كادحين فتكت بهم الأيام لتسقط على يديك لن تجد بين الجثث خصوما حقيقيين جميعكم فكر بذات الطريقة وصنع لنفسه خصما آخر ألم ندرك بعد أن المهانة التي تطال الآخر تمثل انتهاكا لذلك الإنسان اليمني الذي يقطن في آخر بقعة على هذه الأرض .
نذعن للحظة تتساقط فيها قيم الإنسان اليمني ونبله كانت جميعها تضيع مني واحدة تلو أخرى حدث هذا معي في إحدى مطارات أوروبا بعد أن أخبرني أحد الألمان أن مارب تعرفه جيدا وكأننا جنس لا يقدر ما لديه بدت مبرراتي ساذجة للغاية غير قابلة للتصديق الرجل الأشقر بدا كما لو أنه يتألم على أجواء بلدي وحضارتها الصامدة على صحراء مارب كاد حزن عميق يفتك بأضلاعي وأنا أعده بمستقبل جميل وآمن سيعم قريبا وسأكون في استقباله صرخ الألماني مقاطعا : “NO NO NO ” “This will not get ” هذا لن يحصل كأنني أخاطب فيكم نخوة ميتة تآكلت بقسوة ما اقترفته أيديكم بأي منطق يمكنني مخاطبتكم..
ستصرخ في وجه التربص القادم نحو مارب ولن يسمعك أحد الأمر أشبه بالاختناق كثيرة هي الأشياء التي تمنح الخراب مساحات شاسعة ليتقدم سيتقدم منتشيا بكل ما فيه من غرور ستذكرك مارب بوجع بخطر قد ينال من التاريخ ويسرد تفاصيله بطريقة لا تليق .
مارب .. على وشك أن تعيش واحدة من أكثر الحماقات خطورة..