هؤلاء الوحوش البشرية من يتصدى لجرائمهم ¿¿
د/عبدالله الفضلي
من منا لم يحزن ومن منا لم يتألم ومن منا لم يصب بإغماء وبإحباط شديدين ومن منا لم يضرب أخماسا في أسداس ويردد الآية القرآنية المألوفة (إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل) فهي سلاح ودعاء المؤمن الصابر حينما يشتد عليه البلاء والمصائب والكروب وما يحدث من استهداف للطلبة والطالبات في مدارسهم والتجمعات الشبابية وغيرها من تفجيرات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وعبوات وقنابل وقتل للأبرياء ودماء تسيل في كل شارع وبدون أي ذنب ارتكبوه أو جرم قاموا به إنها المأساة بذاتها وكارثة وطنية مفجعة .
لقد كان يوم الأربعاء الماضي يوما داميا في تاريخ اليمن وجرحا غائرا في صدورنا ولم نستطع في ذلك اليوم أن نصدق ما حصل بعد صلاة الفجر ولم نصدق أن الاجرام الوحشي يرتكب بهذه الطريقة ويحصل في بلاد الإيمان والحكمة. لقد ضاع الإيمان من قلوبهم وظلت الحكمة طريقها إلى مكان آخر , ولا يسعنا إلا أن نقول سلام الله على الصومال فلم يحدث في بلادهم مثل هذا الإجرام البربري الوحشي الذي اهتزت له وجدان كل المؤمنين في العالم لأن الصوماليين كان صراعهم ولا يزال بين فصائل متطرفة وبين الجيش الحكومي وقوات حفظ السلام الإفريقية فهم لم يستهدفوا الأطفال ولا تجمعات مدنية ولا طلبة مدارس أو طلبة كليات أو معاهد أو مستشفيات.
فهؤلاء الوحوش البشرية من قاعدة اليمن قد فاقت تصرفاتهم الحمقاء وجرائمهم الوحشية النكراء ضد الوطن والمواطنين كل تصور وأصبح صراعهم ليس ضد الجيش والأمن فحسب وإنما أصبح صراعا مع الشعب اليمني بأكمله بأطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه وهذا يعني حرب إبادة جماعية.
ولا نكاد نفيق من الصدمة الأولى حتى نفاجأ بصدمة أخرى اشد وانكى من الأولى وأكثر تأثيرا في النفوس .
طيب من المستفيد من هذا كله ومن المخطط والممول والمنفذ والمفتي وماذا سوف يجني أو يربح من وراء كل هذه الدماء الزكية ولماذا هذه الوحشية المفرطة في هذه التفجيرات الغادرة فهل عندهم دين آخر غير دين الإسلام يتبعونه ويدينون به وكيف نستطيع أن نصنف هؤلاء هل هم من طائفة الشياطين المردة¿ أم من قوم عاد وثمود¿ أو قوم صالح وتبع¿ وهل ولدوا قبل الإسلام أم بعده¿ وإذا كانوا قد ولدوا في أرض مسلمة من آباء وأمهات مسلمين ومسلمات وبين أمة مسلمة وموحدة تصلي وتصوم وتحج وتعتمر وتؤدي الزكاة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. إذا فأين الخطأ وأين الصواب الذي يكمن في هذه الأمة التي كتب عليها الشقاء والتعاسة والنكد والمصائب والمتاعب منذ قيام ثورة عام 1962م إلى يومنا هذا , وهل هذه الأمة اليمنية ارتدت عن الإسلام ولا تؤدي الصلاة أو الزكاة ولا تصلي ولا تصوم ولا تأمر بالمعروف أو تنهي عن المنكر . نريد أن نعرف ما الخطأ وأين الصواب في تصرفاتنا وفي حياتنا حتى نعاقب بهكذا تفجيرات دموية وهل نحن من قوم الهكسوس أم من السيخ أم أمة من البوذيين من عبدة الأوثان والأصنام .
لماذا نعاقب عقابا جماعيا ونجعل في كل بيت يمني شهيدا ويتامى وأرامل وثكالى ,وبالتالي ماذنب كل هؤلاء أن يقتلوا بهذه الطريقة البشعة . هل لأنهم يخدمون في مصالح وهيئات الدولة , وهل الدولة اليمنية كافرة وفاجرة حتى تحارب بهذه التفجيرات المرعبة نريد أن نعرف من هؤلاء الوحوش البشرية. ماذنب 25 مليون مواطن يعاقب ويفجع بأبنائه وبناته ورجاله وجيشه وأمنه وطلابه وشبابه , ولماذا استهداف الوطن وأمنه واستقراره وزعزعة سكينته الآمنة والى متى سوف تستمر هذه العمليات الوحشية ومن سوف يتصدى لهؤلاء الوحوش ويقطع دابرهم وهل سنظل مكتوفي الأيدي حتى يخلصوا علينا وعلى أهلنا وأبنائنا ونظل نندب حظنا ونلعن تاريخ ميلادنا ونلعن البلد التي تأوينا.