الأمن والسلامة في اليمن ثقافة غائبة وبدل جلسات

حسن الوريث

مقالة

لفت نظري تجمع لعدد كبير من المواطنين خلف المستشفى العسكري بصنعاء فسألت أحدهم ممن كان حاضرا عن سبب هذا التجمع الكبير فأجاب بكل هدوء (يتفرجون على عبوة ناسفة يجري تفكيكها) فصعقت وتركتهم وأنا أبحث عن مكان أخرج منه حتى لا تنفجر تلك العبوة ونصبح جميعا من ضحاياها.
تذكرت هذه الحادثة وأنا استرجع عددا من الحوادث التي أودت بحياة الكثير من الناس الذين ذهبوا ضحية عدم إدراكهم بخطورة مثل هذه التصرفات التي نقوم بها وغالبا لا ندرك الأهمية التي يمثلها الانتباه وأخذ الحيطة والحذر من هذه الأمور الواضحة, وبالتأكيد فإن الأمر يعود إلى نقص في الوعي وربما غيابه كاملا لدى كثير من الناس وتقصير الجهات المختصة التي لم تقم بواجبها الحقيقي في التنبيه لمخاطر هذه الأمور وغيرها.
هناك أخطار كثيرة تحدق بالمواطن العادي جراء عدم لفت انتباهه لمخاطرها فمثلا نجد أن الكثير من الناس يتعاملون بجهل مع اسطوانات الغاز ولا يعرفون إجراءات الأمن والسلامة التي يجب إتباعها في التعامل مع هذه الاسطوانات, كما أننا نجهل أخطار التدفئة المنزلية بالفحم والتي أودت بحياة الكثير من الأبرياء نتيجة جهلهم بأخطارها… والأمر نفسه ينطبق على التعامل مع الكهرباء ومحطات البترول والغاز التي تودي إلى مآس كبيرة, وكذا إهمال السيارات وصيانتها, والكثير من القضايا التي تتطلب جهودا مضاعفة من قبل الجهات المختصة لتوضيحها للمواطنين حتى نحافظ على حياة الناس, فأمر بسيط يمكن أن يودي بحياة الكثير من الناس, وتوعية بسيطة تحافظ على حياتنا جميعا.
سمعنا عن لجان للدفاع المدني والأمن والسلامة يتم تشكيلها وتستلم مخصصات بدل جلسات واجتماعات لهذه اللجان لكننا لم نلمس أي أثر إيجابي لدورها في المجتمع فمازال الوضع كما هو, فوعي الناس غائب تجاه قضايا الأمن والسلامة المهنية ويتطلب من هذه اللجان أن تقوم بدورها على اعتبار أنه تم تشكيلها من أغلب الجهات المعنية ومنها الإعلام والأوقاف والإرشاد اللذين غاب دورهما تماما, فوسائل الإعلام انشغلت بأمور أخرى غير خدمة المجتمع, والخطباء والمرشدون تحولوا إلى السياسة بدلا عن تنوير الناس بأمور دينهم ودنياهم, فهل يمكن أن تعمل اللجان على تفعيل دورها ونشاطها وتحلل المبالغ التي تستلمها كمرتبات وكبدل جلسات وتنقذ حياة الكثير من الناس الذين يقعون ضحايا لتصرفات يمكن تفاديها بقليل من الوعي .