مöن بورسعيد إلى دمياط.. هنا ينهي نهر النيلö العظيمö رحلته!!

استطلاع/ فايز البخاري


لا أدري أهو حلم الطفولةö أم خيالات الأديبö هو ما قادني ودفعني للسيرö مع نهرö النيلö العظيمö مöن مشارفö السدö العالي بمحافظة أسوان جنوب مصر وحتى مصبöهö في رأس البر بمدينة دمياط على البحر الأبيض المتوسط.
كان ذلك هو الحلم الذي يراودني منذ سنين.. وخلال شهر مارس 2014م وأنا في القاهرة بعد عودتي من رحلة طفت فيها جميع مدن الوجه القبلي لمصر الشقيقة بدءا بالمنيا وانتهاء بأسوان.

في القاهرة وضعت فكرة الحلم على صديقي: هاني الصلوي وجمال علي ثابت الشعري وطلبت منهما مرافقتي لكن الأول اعتذر لمشاغله والثاني وافق مشكورا على المرافقة.
عصر يوم آخر مارس كنا في محطة مصر نستقل القطار باتجاه مدينة بورسعيد والتي خططت لتكون وجهتي الأولى ومنها نسافر إلى دمياط. كان الطريق جميلا في تلك المحافظات التي مررنا بها وبالذات في المنصورة والاسماعيلية والزقازيق. حين وصل بنا القطار إلى ضفافö قناة السويس لا أدري ما الذي اعتراني وأنا أرقب ضفتي القنال وأشاهد السفن والبواخر العظيمة وهي تمخر عباب المياه في تلك القناة التي كانت أرضا يابسة إلى ما قبل 17نوفمبر عام 1869م حين تم افتتاح قناة السويس التي خطط لها ديلي سيبس ومن خلالها تغير وجه من أوجه الرحلات البحرية والتجارة العالمية وسلط العالم أنظاره نحو هذه البقعةö الغاليةö من الأرضö العربية وأصبح لمصر الشقيقة شأن عظيم يضاف إلى سöجلöها العظيم في الحضارةö والتميز.
كان القطار يسير بنا على الضفة الغربية لقناة السويس وأنا أتأمل في الضفة الشرقية وأرى بقايا خط برليف الذي كانت تزعم دولة الكيان الصهيوني أنه لن يقهر ولن تستطيع مصر تجاوزه ولكن أبى شجعان مصر العروبة إلا أنú يثبتوا للعالم بأسره أن قوة إسرائيل وهúم وأن الإرادة المصرية صلبة لا تقهر.
نعم عبر المصريون وحطموا خط برليف واستعادوا كل جزيرة سيناء ومع هذه الاستعادة أعادوا للأمة العربية كرامتها وعزتها وسقوا الأمل الذي مازال ينمو ويترعرع فينا لحين استعادة كل الأراضي العربية المحتلة.
على ضفاف قناة السويس كانتö المشاعر تحتدم وهي تتخيل الأبطال الأشاوس وهم يعبرون خط برليف ويصنعون المجد. لم أحزن إلا أن الليل داهمنا ولم ننتهö بعد من إكمال التملي بمنظر قناة السويس حتى بورسعيد التي وصلناها وقت صلاة العشاء وكانت أول وجهة لنا أنا وصديقي جمال الشعري هو ضفاف قناة السويس.
وصلنا ضفاف القناة وشاهدنا العبارات التي تنقل البشر والسيارات من الضفة الشرقية في بورفؤاد إلى الضفة الغربية في بورسعيد والتقطنا بعض الصور مع أحد الجنود المصريين المرابطين على ضفاف القناة ثم واصلنا السير نحو وسط المدينة حيث بتنا في أحد فنادقها إلى الصباح.
في الصباح كانت وجهتنا الأولى الفنار القديم الذي طالما شاهدناه في الأفلام والمسلسلات المصرية وعنده وضعنا بعض أحلامنا وتزودنا ببعض الأمل لمواصلة المشوار نحو بداية القناة على البحر المتوسط. هناك وجدنا بقايا النصب التذكاري لتأسيس القناة وافتتاحها واسم مهندسها وصاحب فكرتها ديليسيبس والذي كان ينتصب تمثاله على هذه القاعدة المتبقية وقد تم هدمه عام1956م عقب العدوان الثلاثي على مصر من قبل بعض الفدائيين المصريين حيث هدموا تمثاله وتركوا القاعدة المكتوب عليها الاسم وتاريخ شق القناة والافتتاح.
أخذت له بعض الصور ثم ذهبنا إلى حيث الفنار الجديد ومن هناك إلى موقف السيارات المتجهة نحو دمياط. استقلينا أول سيارة بيجوت تنقل الركاب من بورسعيد إلى دمياط. انطلقت بنا السيارة على الطريق البحري الذي يمر عبر البحيرات الشمالية الواقعة بين بورسعيد ودمياط ولعل أشهرها بحيرة منزلة التي كنت قد شاهدت عنها فيلما وثائقيا قبل بضعة شهور وأنا في صنعاء. وما أجمل أنú ترى مكانا على الواقع بعد مشاهدته عبر إحدى الفضائيات. لا تشعر حينها في الغربة بل تظن نفسك كثير التردد على هذا المكان. وهذا الشعور هو ما يعتمöل في قلوب كل اليمنيين بلا استثناء حين يصلون مصر فمصر بالنسبة لهم شيء مألوف سرعان ما يندمجون معه ويتعايشون فيه. وقد كان للسينما والدراما المصرية الفضل الكبير في ذلك وفي الترويج لمصر العروبة في قلب كل عربي من المحيط إلى الخليج.
وصلنا دمياط واتجهنا فورا نحو دمياط الجديدة حيث يقع مبنى جامعة دمياط لأنا كنا على موعöد مع الصديق جلال منور الطالب اليمني النبيه الآتي من قلب مديرية فرع العدين بمحافظة إب وبمجرد التقائنا به انطلقنا نحو راس البر التي تناولنا فيها طعام الغداء ثم توجهنا إلى حيث يصب نهر النيل ويحط رحاله في قلب البحر الأبيض المتوسط.
كم كنت أتلهف لمشاهدة منظر التقاء النيل با

قد يعجبك ايضا