يا محمد …

عبدالرحمن بجاش

لا ندري كيف نخاطبك , ونقرئك السلام , يا صاحب الخلق الكريم , يا من بعثك ربك هداية للناس ورحمة , ولتتمم مكارم الأخلاق , بعثت من نفوس أمة يا محمد تنهش بعضها وكل يدعي أنك نبيه ورسوله وحده , ويفسر كتاب ربك كما يحلو له ويهوى , يا محمد بعثت من أجل الفقراء , والفقر ليس الجوع , وليس العري وحدهما , بل إن الفقر هو القهر والإذلال , وإهانة إنسانية الإنسان وتغييب صوته , والفوارق بين الناس ودينك دين الله لا يفرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى , فأين أمتك منك , وقد تحملت صنوف الإهانة والكره , فلم تقابل من أهانك وسفهك سوى بـ (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) , هل هناك أعظم من العفو والغفران , والسمو , وتسييد الأخلاق , محل كل قيم الجاهلية التي وأدت الإنسان , لترسل هداية للناس كيف يخرجون من ربقة التخلف , وليتساووا , وليتساموا , وليعمروا الأرض الخراب , وها هم أمتك يقتلون الحياة كل يوم , هاهو يوم مولدك يا ابن عبدالله يحل فيما دماء المسلمين تسفك أنهارا وبيد المسلمين , كل يحاول أن يجرك إليه , وينكر الآخرين , فلا تأخذك السياسة , والمذهبية , والطائفية المقيتة علينا فدين ربك ضد الفساد والإفساد واستغلال الإنسان للإنسان وكل أشكال القهر , دين ربك يحفظ حقوق الإنسان , ويعظم العلم , فقد أرسلك ربك لكل من يقول يا رسول الله كائنا من كان , يا ابن عبدالله تعبنا , أتعبنا الخطاب الديني المتخلف , والمتشنج , وكل يدعي وصلا بك وأنت خطابك خطاب الأخلاق , والسمو, والرفعة , وصون دم الإنسان , أين هم منك¿ , أين هم من صدقك وتواضعك¿ أين هم منك وقد قلت أنك رسول ونبي للناس جميعا وليس لهذا وذاك لا …. , أين هم من كرمك , وأخلاقك , ورفعتك , نكاد لا نراهم إلا وسط التشاحن والبغضاء والنفور من التطور الذي نزل من أجله دين الله , يهدي الإنسان إلى آفاق الله الرحبة بناء للحياة لا قتلا لها , تنمية للإنسان , لا نهبا لحياته , أين هم منك يا ابن عبدالله , أين هم من عظمة دعوتك , ورحمة الله للعالمين بك , أين هم من كل القيم التي أرسيتها , فنسوها , أين المسلمون من الإسلام !! , يا محمد قم لتر حالنا , وإلى أي درك وصلنا , قم لتر المسلمين ماذا يفعلون باسمك , باسم دين ربك العظيم , اسمع خطابهم , اسمع ما يقولون , تعبنا يا محمد فيم الإسلام نزل من أجل الخير , نزل من أجل البسطاء , وعزيزي النفوس , والفقراء أصحاب المصلحة الحقيقية في الإسلام , أليس الناس شركاء في ثلاث ¿ لكن المسلمين نهبوا بعضهم , كرهوا بعضهم , شتموا بعضهم , وجهوا البنادق وقبلها السيوف إلى رقاب بعضهم , أنقذنا يا محمد , أنقذنا من كل سفيه يسيء إلى دين ربك العظيم , دين ربنا الذي أنزله خيرا لكل محتاج وضعيف , يا صاحب الأخلاق وأرفعها , وأجمل النفوس بشرا عليك صلوات الله وسلامه في يوم مولدك …… ولد الهدى ….فالكائنات ضياء ……………وفم الزمان تبسم وسناء ……..بك بشر الله السماء فزينت …..وتوضأت مسكا بك الغبراء .