في رحاب واجبات الاقتداء بالأسوة الحسنة
حسن أحمد اللوزي
الاحتفال بمولد الرسول الأعظم والنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم والذي يصادف ويتوج عيده العظيم الأسبوع الأول من انطلاقة العام الميلادي الجديد لا يستدعي بث الأمنيات الطيبة والتعلق بالذكريات السامية فحسب وإنما يحتاج إلى صنع وإبداع التميز واتباع أساليب جديدة عميقة الاتصال بجوهر خاتمة الرسالات السماوية والامتثال لتعاليمها وخدمة مقاصدها وترجمة قيمها الإنسانية السامية في كل صور ومعاني الاندماج والالتزام بالأسوة الحسنة وتجاوز الارتهان للأساليب التقليدية التي تبدو وكأنها نوع من الروتين واستهلاك الوقت وإرضاء لجانب من العواطف الحميمة تجاه الرسول الأمي الأعظم عليه أفضل الصلوات والتسليم وإن كانت واجبا وحتما تتطلب أول ما تتطلب أن تكون حياتنا كلها أسيرة الاقتداء بالرسول الأعظم والنبي الخاتم. في كل تجليات حياته السامية فهو الأسوة الحسنة والمبعوث بالرحمة الإلاهية الشاملة للإنسانية قاطبة !
فكيف نجعل من هذه الذكرى وهذا العيد في كل أعوامه المتوالية حلقة وصل بالعالمين وجسرا لعبور الجميع إلى رحاب الرحمة الإلاهية وكما تعبر عنها الآية الكريمة التي تم اتخاذها شعارا للاحتفال بعيد المولد النبوي (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )).
لا نجد طريقا غير الطريق التي سلكها نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليم وهو يبلغ الرسالة التوحيدية الخاتمة طريق الأخوة الإيمانية كما حدثت في مجتمع المدينة المنورة – فما أحوجنا في هذا القطر إلى المصالحة الوطنية الشاملة ولذلك حديث مستقل – والامتثال لقيم الإخاء والمساواة في الكرامة الإنسانية والتزام مكارم الأخلاق والدين المعاملة والتفاهم والحوار بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والتسامح والعفو عند المقدرة تلكم اليوم هي المعضلة الصعبة!
كيف يمكن الارتقاء إلى أداء واجب الاقتداء بنبينا أولا والالتزام والعمل بما بلغنا به ¿ وهي أبدا لا يمكن أن تشككنا في مقدرة الإنسان المؤمن بحق, فردا وأسرة ومجتمعا بل وشعبا وأمة في تحقيق ذلك بل وفي الوصول الآمن والمتقن لموقف الترجمة الصادقة والأمينة للتعاليم الدينية والأخلاق الفاضلة وتجويد كل صور العبادة والطاعة وإعمار الحياة والبذل والعطاء في دروب الخير والبر والتقوى طالما أحسن الإنسان الاقتداء وحرص على إتقان العبادة والعمل بما تعلمه من نبيه وبفضل ما يملي عليه الإيمان الصحيح من المواقف والآداب ونهج التعامل مع الآخرين تسامحا وأخلاقا وبذلا وقوة واعتدادا بالذات الانسانية القوية بإيمانها والمحبة للخير والبر والسلام والعدل والملتزمة بمكارم الأخلاق والتواصي بالحق وبالصبر فالدين المعاملة ومقياس تعاملنا مع الآخرين هو في احتكامنا إلى القيم السامية العليا التي جاء بها ديننا الحنيف وتجلت في السيرة المطهرة للمصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم وحثنا على الالتزام بها واجب الامتثال لمعاني الاستخلاف لله عز وجل
ويكفي أن يكون في مقدمة ما نتذكره دائما ونجعله نصب أعيننا أن خاتم الأنبياء لم يبعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ولذلك هو القدوة الخالدة والنبراس الأعظم كان على خلق عظيم (وإنك لعلى خلق عظيم) صدق الله العظيم وتمسكا بذلك الفهم الواضح وبقوة الرؤية الساطعة في بيان الحجج قبل تضارب الآراء حول الاحتفال بالمولد النبوي واختلاف الأحكام المستنبطة من مناهل الاجتهاد والمحفوفة بالنجاة وكل أسباب الرحمة (اختلاف أمتي رحمة ))نقول ونكرر القول :
– كم هو رائع على صعيد الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على نعمة الرحمة المهداة للبشرية في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل يوم مولد محمد ابن عبدالله 571 بعد ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام (1) وكم هو حق تعبدي بمشاعر الحب والوفاء والاعتزاز والتمجيد للذكرى الأبدية الناصعة لمولد المصطفى الرسول الاعظم والنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم… وكم هو مهم ان تكون هذه المناسبة الروحية والابتهاجية المتميزة فرصة ثمينة لتجديد قوة الايمان وصدق التمسك بالدöين الحنيف دين المحبة والإخاء والتراحم والتسامح والمساواة والعدل وإخلاص العمل بواجبات الاقتداء المنجي والحميد بالأسوة الحسنة والاهتداء والاسترشاد بأنوار مشكاتها أبدية النضارة والسطوع والتعلم في مدرسة السيرة المجللة بالاعتصام بالنبوة و بأخلاقها الفاضلة وتجديد العهد والعزم لان تكون اعمال الامتثال لكل ما بلغنا به عليه أفضل الصلوات والتسليم في المحتوى الشامل لديننا الحنيف هي العنوان البارز في كل الاعمال و الفعاليات المكرسة لهذه المناسبة الغالية التي يعز وصفها بكلمات محدودة ولهذا السلوك الاخلاقي والعاطفي و الذي ينبع من