الموت .. لغة عصرية!!

جميل مفرح


 - * كان يحزننا شديد الحزن ما كان يجري في بلدان عربية شقيقة مثل تونس ومصر جراء المتغيرات السياسية والاجتماعية الصادمة والمفاجئة التي داهمت عددا من الأنظمة و

* كان يحزننا شديد الحزن ما كان يجري في بلدان عربية شقيقة مثل تونس ومصر جراء المتغيرات السياسية والاجتماعية الصادمة والمفاجئة التي داهمت عددا من الأنظمة والبلدان العربية خلال العام 2011م ومنها بلادنا وأحزننا وما يزال يحزننا ماجرى وما زال يجري في بلدان عربية أخرى مثل سوريا وليبيا من إراقة للدماء ومحاولات فرض واقع الموت والقتل ليتحول إلى أمر متعود عليه نتعايش معه كل ماقدر لنا من سلبية واستسلام بل وصل بنا الحد إلى انتظاره لوجبة يومية تقدمها لنا وسائل الإعلام زادا يوميا وساعاتيا إن لم يكن لحظيا ليغدو الموت لغة عصرية!!
* نعم كان يحزننا باعتبارنا وإن كنا من ضمن حقول التجارب الثوري الربيعي الذي هبت رياحه عاصفة فلم نسلم منها باعتبارنا بعيدين بحكمتنا وباختلاف تجربتنا وإيجابيات بنيتنا أو بنانا السياسية والاجتماعية المتعددة والقائمة في البدء على نظام ديمقراطي تعددي تتعادل فيه قوى سياسية لا تستطيع إحداها الاستئثار على الحكم والتحاكم في مصير البلاد والعباد ثم التعدد في تركيبتنا الاجتماعية وتحالفاتنا القبلية والمناطقية التي من المفترض أن تشكل وبالا في مجتمع غير مجتمعنا إلا أنها كانت وما تزال مربطا مهما وحدا فاصلا في وجه أية قوة سياسية تحاول مصادرة الدولة والوطن وضمها إلى أرصدتها أو حساباتها الخاصة..
* نعم كنا كذلك في الأمس القريب والقريب جدا .. كنا في مأمن من تحويل الدماء إلى لغة وأداة تواصل والقتل نهجا أو سبيلا في مسار متغيرنا وواقعنا الراهن .. كنا نقبل أكفنا ونرفعها تارة للحمد والشكر لله تعالى الذي نجانا مما أصاب به سوانا وتارة للدعاء لإخواننا في البلدان الشقيقة الأخرى بأن يعصم الله دماءهم ويجمع شملهم وينجيهم مما أصابهم من محن وبلاء الاقتتال وإراقة الدماء والتي حرم الله إراقتها إلا بالحق .. وكلنا آمال بأن ما يجري في بلادنا من أزمات وخلافات سياسية على الرغم من اشتدادها واحتدامها أبعد من أن تشكل خطرا مخيفا كالذي يعيشه أشقاؤنا في أكثر من بلد عربي!!
* ولم نعلم أو لم نكن نتوقع أن يتحول الحال وبهذه الطريقة المخيبة للظن والمدمرة للآمال إلى هذا الواقع الذي نعيشه اليوم!! فها نحن اليوم لانفوت قناة في الداخل والخارج ولا نهمل نشرته أخبار صادقة أو كاذبة دونما نترقب إحصائيات ما أخذ الموت قتلا من بني جلدتنا من أبناء وطننا الحبيب .. لم نكن نتخيل أن يصل بنا الأمر إلى هذا المستوى من الحال والواقع .. خصوصا وأننا كنا قد تجاوزنا وبحكمة متناهية وخسائر بسيطة مقارنة بسوانا خرجنا من أتون أزمة خانقة كانت ستأتي على كل معلم من معالم وجودنا .. نعم تجاوزنا وتفاهمنا .. تصالحنا واختلفنا ما شئنا وما استطعنا والتقينا جميعا في ملتقى طرق شكل منفذا ومخرجا للأمن أن يغدو في بيتنا الكبير الوطن ما صار وجرى لدى سوانا من متغيرات أورثت القتل وما تزال تورثه وأنتجت الشحناء والبغضاء والعداء وما زالت ويبدو أنها ستظل إلى وقت غير قصير تنتج تلك المفاهيم والمواقف القاتلة!!
* نعم كنا نجونا بأنفسنا من دوائر الدمار ومسابح الدفء ومستنقعات العداء والتعادي والتباغض والتناحر .. ولكن سرعان ما استدركنا الوضع مستكثرين على أنفسنا النجاح الفائق في إدارة أزمتنا بطريقتنا اليمنية البحتة القائمة على الحكمة والتحاور والتفاهم ونسيان ما أورثه الماضي بيننا من شحنات تنافر وعدم تفاهم واختلاف كان سيؤدي بنا وبوطننا الأدبار .. نعم كأننا آلينا إلا أن يصيبنا ما أصاب غيرنا من دمار عاصف في مقدراتنا البشرية والوطنية .. أو كأننا فقط أجلنا نصيبنا من القتل وإزهاق الأرواح بدون حق وإسالة الدماء إلى وقت لاحق وأن اليوم هو موعد الآجل لنفسك دماء بعضنا عنوة ودون وجه حق!!
* إن ما يجري في الوطن اليوم هو ما كان يجري حقا في بلدان أشقائنا من محاولة فرض واقع القتل وإراقة الدماء وفرض ثقافتهما لتغدو أمرا متعودا عليه .. نعم ها نحن نعيش تلك الحالة التي كنا نحزن ونبكي إزاءها وهي تعتمل في بيوت جيراننا الأشقاء!!
ها نحن نستيقظ من النوم لندير أجهزة التلفاز لنطلع على حصيلة كل يوم من الأرواح التي أزهقت والدماء التي جرت .. هاهي ثقافة الموت والدماء تأبى إلا أن يكون من زبائنها وعملائها وهدفامن أهدافها!!
ها نحن نموت كل يوم ونحصي قتلانا كل لحظة وأفواهنا مفتوحة دهشة كيف تحول بنا الحال وكلنا تساؤل: ما الذي جرى ليغدو إلى ما غدونا إليه¿!
واقع مؤسف للغاية وكل حيثياته ومتعلقاته تشير إلى أننا في غاية الغنى عن كل هذا التدهور المحزن الذي نعيشه .. غير أننا نبدو وكأننافي حالة تنويمية معينة تفر

قد يعجبك ايضا