مصالح الوطن وأدعياء الوطنية

العقيد/ بجاش جابر حليصي

 - كثر هذه الأيام من يدعي الوطنية من الرموز السياسية سواء كانت شخصيات في السلطة أو خارج السلطة سواء كانت حزبية أو جماعات أو طوائف أو من أي طرف كان حاكما أو معارضا وكل طرف يقول
كثر هذه الأيام من يدعي الوطنية من الرموز السياسية سواء كانت شخصيات في السلطة أو خارج السلطة سواء كانت حزبية أو جماعات أو طوائف أو من أي طرف كان حاكما أو معارضا وكل طرف يقول إن الوطن يمر بمرحلة وأزمة خطيرة ويدعي أنه سيقوم بإنقاذ الوطن وإخراجه من أزماته السياسية والاقتصادية وتخليص الوطن من الفاسدين والعملاء ومحاربة المخربين ومحاكمتهم وتحقيق الأمن والاستقرار والحكم بشريعة الله والنهج الديمقراطي وتحقيق العدالة والمساواة وتحسين عيش المواطنين وتوفير الخدمات وغيرها.
كثر في هذا الزمان من يتغنى بالوطنية والتغيير للأفضل وبالذات في الشعوب العربية وخاصة منذ وبعد ما سمي بثورات الربيع العربي وكثرت الأحزاب والجماعات المسلحة والطوائف الدينية والمذهبية والعرقية والجميع يدعو باسم الوطنية وباسم الدين ومحاربة الفاسدين ورفع الظلم ومن أجل خروج الوطن من الأزمات ورقيه والوصول للأفضل ومن أجل تحقيق العدل والسلام وغيره.
وكل يجرون ويسيرون بالوطن والأمة إلى هاوية الصراعات السياسية والدينية وكل طرف يقصي الآخر وعدم القبول به والابتعاد عن الحوار البناء وعدم التوافق وإن حصل الحوار وتقاربت وجهات النظر والأهداف تجد عدم الالتزام والتنفيذ بما تم الاتفاق عليه وما ترتب ونتج من الحلول فيما اختلفوا فيه وترى كل طرف يتهم الآخر بأنه السبب في خرق ذلك وكل ذلك صراع من أجل الحكم والكراسي والأطماع وغيره وليس من أجل الوطن والأمة وكل يوجه السلاح ضد الآخر ويضع أرضية الوطن مساحة للصراعات والحروب والاقتتال وحصيلة هذه الصراعات والحروب وما نتج بأسبابها من النتائج هو تدمير البنية التحتية للبلاد وتخريب المنشآت العامة والخاصة بالوطن والمواطن وتدمير وتخريب مصادر وموارد الدخل القومي للوطن بتفجيرها وقصفها وتعرضها للسلب والنهب وتوقف إنتاجها وضياعها والخسائر الفادحة واندثار آثاره وحضارته ومجده وعزته.
أوجاع الوطن والمواطن تتزايد بسبب أخطاء الساسة وأطراف الصراع من أجل السلطة والهيمنة والأطماع والأفكار والمال وأهداف شخصية وغيرها وكل يريد التمسك وبلوغ هدفه على حساب تدمير الوطن وأشلاء أبنائه وباسم الدين والوطنية.
تجري كل هذه الأحداث والأعمال المؤلمة في الوطن وكل طرف من الأطراف السياسية أحزابا أو جماعات أو طوائف دينية ومذهبية أو قبلية وكل طرف يدعي البراءة والوطنية ويكيل الاتهامات للطرف الآخر.. يزداد تدهور أوضاع البلاد وتتوسع الانشقاقات والفرقة والفساد وفقدان الأمن ويزداد التدهور اقتصاديا ومعيشيا ومعاناة وأحوال الأمة وتتواصل وتكبر الصراعات وكل طرف من المتصارعين يدعي أنه سينقذ الوطن وسيخرجه من أزماته وأنه وحده الوطني وأنه على حق والبقية على ضلال.. بينما كل أولئك الأطراف هم السبب في ما يعانيه الوطن والأمة.
لماذا تلك الأطراف لا تحل خلافتها بالحوار والطرق السلمية ووضع الحلول المناسبة والوسطية فجميع المكونات السياسية والدينية أبناء وطن واحد والجميع مسلمون ويشهدون ويؤمنون بالله الواحد وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشريعتهم وديانتهم الإسلامية السمحاء.
فلماذا كل هؤلاء لا يقدمون تنازلات لبعضهم من أجل الوطن والدين والأمة إن كانوا وطنيين ومسلمين كما يدعون ولماذا كل طرف يريد إقصاء الآخر ولا يقبل بالآخر لماذا لا يتصالحون ويمدون يد العون لبعضهم فالجميع إخوة في الدين وإخوة في الوطن والمواطنة.
فالدين الإسلامي الحنيف دين التسامح والوسطية والاعتدال وقد أشار ديننا الإسلامية بالدليل في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل وتحثنا وتدعو للتسامح والاتحاد وعدم الفرقة والشتات والشورى والموعظة الحسنة والتآلف والمحبة والرحمة والعدل وحب الأوطان والتآخي والمسؤولية ومراعاة الرعية والأمانة والأخلاق وعدم قتل النفس المحرمة وحرمة قتل المسلم للمسلم ورفع ودفع الأذى وعدم الهدم والتخريب وأن لا نقطع شجرة وحثنا على فعل الخير والأعمال الصالحة ونهانا عن الأعمال السيئة وأعمال الشر والغلو والمزايدات والكذب والحقد والأهواء فديننا الإسلامي حثنا على أعمال الخير والفضائل ونهانا عن أعمال الشر والرذائل.
ونقول لجميع اليمنيين من زعماء وعلماء وعقلاء ووجهاء ومشايخ وأعيان وكل مواطن رجالا ونساء صغارا وكبارا اتقوا الله في دينكم وفي الوطن وفي الأمة وفي أجيالكم واعملوا بما يرضاه ربكم رب السموات والأرض العالم بكل أعمال الخلق أو السرائر والنوايا.
نقول للجميع اتقوا الله واعملوا بما ينفع وطنكم وأمتكم ودينكم وقدموا التنازلات لبعضكم تحاوروا تصالحوا تعاونوا واتركوا وانبذوا الصرا

قد يعجبك ايضا