دماج: هناك مشروع أمام مجلس الوزراء لتعديل قانون الصندوق ورفع الإيرادات
حوار/ خليل المعلمي

النشاط الثقافي يتطلب دعما مناسبا وهو مالا يستطيع الصندوق توفيره في الوقت الحاضر
أوضح الأديب وليد دماج المدير التنفيذي لصندوق التراث والتنمية الثقافية أن المشكلة الأساسية التي يواجهها الصندوق هي تضخم وعاء النفقات مع انخفاض الإيرادات وضآلة الوعاء الإيرادي للصندوق خاصة في الظروف التي مرت بها بلادنا خلال الفترة الأخيرة وبين في حوار أجرينا معه إلى أن عدد المستفيدين من الدعم الثابت قد تجاوز الألف شخص فيما هناك أكثر من سبعمائة آخرين في قائمة الانتظار.
وكشف دماج عن مشروع لرفع أنصبة الإيرادات تم تقديمه لمجلس الوزراء لإقراره والذي من خلاله يمكن أن يتم تحقيق تنمية ثقافية حقيقية في هذا البلد مضيفا أن وزارة الثقافة وإدارة الصندوق أيضا قد شكلتا لجنة من الوسط الثقافي لوضع لائحة لمعالجة مشاكل الصندوق وتنظيم الدعم بحسب معايير عادلة.. فإلى تفاصيل الحوار:
حوار/ خليل المعلمي
إشكاليات
ما أبرز الإشكاليات التي أثرت على أداء الصندوق خلال الفترة الأخيرة¿
هناك مشكلة أساسية يواجهها الصندوق وهي تضخم وعاء النفقات خاصة النفقات الثابتة التي يتم صرفها على الأدباء والكتاب والفنانين كدعم ثابت فالصندوق يحصل ما بين 42-45 مليون ريال شهريا بينما النفقات الثابتة وغير الثابتة في الصندوق ما بين 52-55 مليون ريال شهريا وبالتالي فهناك فجوة كبيرة وهذه الفجوة تظهر الصندوق بالمقصر وبالتالي فإن هذه النفقات لا تظهر ولا تبرز عمل الصندوق إطلاقا لأنها دعم ثابت وكأنها مرتبات وإذا تم تخفيض هذا الدعم توجه الاتهامات وتثار الإشكاليات على إدارة الصندوق.
كما أن الأوضاع التي مرت بها بلادنا خلال الفترة الأخيرة من أزمة سياسية وركود اقتصادي أثرت على مستوى تحصيل الإيرادات ولم تمكن الصندوق من معالجة الكثير من إشكاليات عدم التحصيل وإلزام الجهات المتهربة ذلك أن إيرادات الصندوق تعتمد على رسوم متعددة من عملية الاستيراد ومن عملية الإنتاج لبعض السلع كالإسمنت والسجائر والعصائر والألبان وغير ذلك من الأنصبة المحددة في قانون إنشاء الصندوق.
عدد المستفيدين
كم يبلغ عدد المستفيدين من الصندوق¿
عدد الأشخاص الذين يتم دعمهم يتجاوزون الألف شخص بمبالغ متفاوتة وهناك 600 آخرين في قائمة الانتظار ولديهم أوامر بينما الذين يستحقون أكثر من هذا بكثير من الفاعلين في الساحة الثقافية ولهم بصمات في إثراء المشهد الثقافي وأرى أن صرف هذه المبالغ الثابتة للأدباء والكتاب لا يحفز الكثير على الإبداع ولكن الحافز لهم أن يجدوا من يدعم إبداعاتهم مثل طباعة كتبهم وتسجيل أشرطتهم وشراء لوحاتهم وإبراز نتاجاتهم الثقافية والإبداعية وإقامة الأنشطة الثقافية المختلفة وكلما قمنا بخطوات إصلاحية واجهنا مشاكل وكöيلت لنا الاتهامات بأننا نقف ضد الإبداع والمبدعين الأمر الذي لا يعبر عن الواقع فقيادة الوزارة والصندوق من الوسط الأدبي والثقافي ولكن التعامل مع المال يجعل ممن لديه حوالة مساعدة أو إضافة للدعم لا تنفذ بسبب سوء أوضاع الصندوق فيوجه الاتهام للصندوق بالفساد الأمر الذي أؤكد أنه غير صحيح اطلاقا.
شكاوى
يشكو عدد من الأدباء والمثقفين والكتاب تجاهل الصندوق لصرف ما لديهم من مستحقات وخفض بعض هذه المساعدات¿
هناك كم هائل من المساعدات يقف الصندوق عاجزا أمام صرفها وتتجاوز الـ30 مليون ريال وأغلبها لأشخاص يستلمون دعما ثابتا من الصندوق وحين لا تصرف تلك المساعدات التي تضاعف من معاناة الصندوق وأغلبها غير قانونية يقيمون الدنيا ولا يقعدوها.
ولكن هذا وضع الصندوق وأتمنى من وزيرة الثقافة الجديدة أن تتفهم وتستوعب إشكالية الصندوق فلم أعد متمسكا بإدارة هذا الصندوق فأنا كاتب روائي أفضل أن اهتم بأعمالي الأدبية ولكن من جهة أخرى يجب أن نقف مع الوزيرة الجديدة في محاولة إصلاح الصندوق وأنا متفاءل بها وأعرف أنها من أنزه الناس وأنه من الممكن إصلاح مسار النفقات والإيرادات للصندوق مع وجود لجنة مشكلة من الصندوق ومن الوزارة لاستيعاب مشاكل التحصيل وإيجاد الحلول المناسبة لها.
بالنسبة للشكاوى عن قطع بعض الدعم وتقليصه¿
أصدرنا بيانا في هذا الموضوع وقمنا بتخفيض 25% من الدعم المقدم للأدباء والفنانين بسبب الأوضاع التي ذكرتها آنفا لكن الوسط الأدبي والثقافي لم يتفهم تلك الإجراءات وتذمر بعض المستفيدين فهناك من لا ينظر إلى تفعيل الفعل الثقافي فالأديب يأخذ خمسة عشر ألف ريال أو عشرين ألف شهريا هي لا تغنيه ولكنها تؤثر على الفعل والنشاط الثقافي الذي يحتاج إلى دعم ومساندة ويؤثر على النتاجات الأدبية التي هي بحاجة إلى الدعم أكثر وعموما أكرر بأننا وصلنا إلى مرحلة لا زلنا فيها إما أن يتم الصرف بالتخفيض أو يتوقف الصرف ولا زلنا إلى الآن لم نصرف د