مجرد تصور
محمد المساح
قعدت بجانبه على المقعد «فوق الدباب».. وبما أن مساحة الكرسي ليست بالإتساع المطلوب.. حدث نوع من التلامس الخاطف أو هكذا خيل إليه.
سرت في أوصاله حرارة حامية كحمة الحنش.
بكل ما استطاع إنكمش وسحب كتلته نحو جدار الباص وظل بينهما فراغ.. لكن حمى ذلك التلامس ظل يجري في كيانه.
هي في كتلتها الساكنة يلفها السواد بعد لحظات أحس بجانبه الأسفل يرتبك من ـ أخمص القدم حتى الحقو ـ خذله وبدون إرادة منه اعترته رجفة حاول أن يثبت قدميه على الأرضية.. ففشل حاول مرة أخرى وبكل جهده.. تماسك.
وظلت ساكنة في جلستها منطوية على عالمها الخاص.. وكأن لا..ركاب هناك.
أما هو فقد ملأه.. ارتباك داخلي خلط لديه إحساس بالإحراج وهم أن ينادي على جنب.. ويهبط.. لكن صوته خانه.. وظل مؤملا أن تهبط قبله.. وتنتهي لديه كل التصورات والافتراضات التي ملأت الذهن.
أنب نفسه لذلك الضعف لمجرد تلامس خاطف وعفوي وسريع.
وعاد ينظر بجانب عينيه أنامل يديها ساكنة ببراءة لا شيء أبدا كما تصور.. وطار خياله.
كل التخمينات التي لامست الذهن المتعب لم تكن لها.. أية مقاصد.. أو معاني جرت في الرأس المسكين.
عند نهاية الخط.. استيقظ على نداء السائق ـ الحساب يا هذا واستغرب الأمر في نفسه دارى ارتباكه وناوله قطعتين نقديتين وهو يهبط.. وهو واقف يتساءل مع نفسه لا شيء هناك ما دار في الذهن.. مجرد تصور.. نعم تصور فقط.