سفينة اليمن قد تغرق بركابها في بحر لجي مجهول قد يصعب إنقاذها ¿¿

د/عبدالله الفضلي

 - مع احتدام المعارك وتأجيج الصراعات المذهبية والقبلية والمناطقية والسياسية ومع اشتداد المواقف المتصلبة التي تبديها الأطراف المتصارعة على مصالحها أولا وليس على مصالح
مع احتدام المعارك وتأجيج الصراعات المذهبية والقبلية والمناطقية والسياسية ومع اشتداد المواقف المتصلبة التي تبديها الأطراف المتصارعة على مصالحها أولا وليس على مصالح الأمة تزداد الأمور تفاقما وتدهورا وتزداد المشكلات والصعوبات لدى كل مواطن خاصة في ظل الغياب شبه الكلي للدولة التي باتت أضعف من بيت العنكبوت كما تتضاعف الأعباء والهموم على المواطنين في كل أنحاء البلاد ولم يجدوا مخرجا أو حلا لما تعيشه اليمن من صراعات وأحقاد وضغائن وفتن وتصفية حسابات وانتقام وقتل وتدمير لكل شيء وتوترات نفسية ومعيشية ضنكا وضيق في الأرزاق وانعدام فرص العمل والإنتاج وإغلاق الشركات لمكاتبها ومغادرتها إلى خارج اليمن خوفا على نفسها وممتلكاتها وعلى استثماراتها كل ذلك قد أدى إلى الانزعاج والقلق والخوف والترقب المشوب بالحذر لدى كل مواطن وبالتالي لم يعد له أي أمل يعيش من أجله أو يتطلع إليه خاصة في ظل انعدام الاستقرار الأمني والعسكري والفشل السياسي والاقتصادي وكان الحل المتاح أمامه للخروج مما نحن فيه هو الاتجاه إلى البحر للركوب على السفينة التي باتت مثقلة بركابها من المهمومين والفارين من جحيم الصراعات والحروب التي لا تكاد تتوقف يوما من الأيام وتلاحقهم إلى قراهم ومساكنهم وإلى مضاجعهم .
وقد قرر هؤلاء المواطنون مغادرة المشهد اليمني المظلم والمستقبل المعتم وقرروا الاتجاه إلى البحر ليركبوا سفينة النجاة التي ستنقلهم إلى أماكن بعيدة أكثر أمنا واستقرارا وبعيدا عن الصراعات وقعقعة الأسلحة وأزيز الطائرات.
وبمجرد صعودهم إلى السفينة فوجئوا أن كل القوى المتصارعة على الساحة قد سبقوهم إلى السفينة وحينما سألوهم: ما الذي جاء بكم إلى هذا المكان ¿ وإلى أين ستتجهون ¿ ونحن قد فررنا بأنفسنا منكم ومن صراعاتكم التي لم ولن تنتهي , فردوا عليهم بحزم نحن وراءكم أينما ذهبتم ولن ندعكم تفرون من بيننا في سفينة النجاة بمفردكم وها نحن الآن كلنا قد أصبحنا في سفينة واحدة وسوف نركبها جميعا فإن غرقنا فسنغرق كلنا وإن نجونا منها سننجو جميعا فلا مفر ولا مهرب من الركوب معا في سفينة واحدة ولكن قبل أن تبحر بنا هذه السفينة المطلوب منكم جميعا أن تعصبوا على أعينكم بمناديل سوداء حتى لا تروا إلى أين ستتجه بكم هذه السفينة التي سنقودها بالنيابة عنكم . وتحركت السفينة من مكانها وما هي إلا بضعة أميال منذ تحركها من الشاطئ إلا وشعر جميع الركاب بأمواج هائجة شديدة الاندفاع والارتفاع وهي أمواج كالجبال تهرول نحو السفينة وقد أحاطت بها من كل الجهات وكل موج يجذ بالسفينة إلى ناحيته ويريد أن ينتصر على الآخر ثم جاءتهم ريح عاصفة وشديدة السرعة كادت تغرق السفينة رغم محاولات ربانها إبعادها عن الأماكن الخطرة في البحر الذي تبدو سماؤه زرقاء وهو بحر طويل ومخيف وليله مظلم وليس له نهاية وقد يستغرق الإبحار فيه أياما وليال ولا أمل يبدو في الأفق إلى أين ستبحر بهم وإلى أي ميناء أو مرسى ستقف عنده فهي تبحر بهم بسرعة وتمضي الساعات الطوال ولا يدرون إلى أين ستبحر بهم هذه السفينة وأين ستكون نهايتها , هل إلى عالم مجهول ¿ أو بحر مجهول ¿ أو شاطئ آمن ¿ أو شاطئ أكثر خطورة ونخشى أن يكون مصير السفينة هو شاطئ أرض الصومال ¿

قد يعجبك ايضا