الجوهر والمظهر

واثق شاذلي

مقال


 - ليس هناك أحب إلى الصحفي من تجاوب القراء معه في ما يكتبه وينشره بصرف النظر عن طبيعة هذا التجاوب...تأييدا لما يقوله أو حتى معارضه له.
لقد أسعدتني رسائل ثمان
ليس هناك أحب إلى الصحفي من تجاوب القراء معه في ما يكتبه وينشره بصرف النظر عن طبيعة هذا التجاوب…تأييدا لما يقوله أو حتى معارضه له.
لقد أسعدتني رسائل ثمان استلمتها على بريدي الالكتروني من صحفيين وإعلاميين وغيرهم تطالبني بالاستمرار في تناول الموضوع الذي بدأته الأسبوع الماضي بعنوان” الإعلام جفاف وتخلف” واستكماله, مما يدل على مدى تعطش القراء والإعلاميين ورغبتهم لمعرفه المزيد عنه, وكنت قد أشرت بان علة تخلف إعلامنا تكمن في قياداته إلا فيما ندر ووعدت بتقديم نماذج من هذه القيادات ومنها …
/ إعلان المكلف بإدارة المرفق أو المؤسسة الإعلامية ( رئيس مجلس إدارة أو مدير عام ) ومنذ اليوم الأول لوصوله إلى المرفق وعلى رؤوس الأشهاد وبطريقة ( الحاضر يعلم الغائب) أن العناية الإلهية وحدها هي التي أرسلته إلى هذه المؤسسة التي وجدها على فراش الموت بل أنها حسب ترديده في موت إكلينيكي وقد أمر بإدخالها إلى العناية المركزة وببذل جهده ووقته … نهاره وليله … للعناية بها وإعادة الحياة لهذه العظام الرميم ( غفرانك ربي عما يدعيه هؤلاء ) .
/ دليل هذا الجهد وهذه العناية من قبل مبعوث العناية استدعاؤه للمسؤول المالي وإعطاؤه كشفا با لطلبات اللازم تنفيذها وتوفيرها للمكلف / بصرف النظر عن أوضاع المؤسسة المالية والمادية وفي مقدمتها سيارة تليق بسيادة المكلف من نوع المدرعات غالية الثمن ودفع إيجار منزله مع انه من أبناء المنطقة التي يعمل فيها ولم ينتقل إليها من محافظة أخرى وليته يقبل بأجرة شقة (5) غرف .. لا.. فمقامه لايسمح له الا بإيجار فله فاخرة معتبرة أو ما يساوي إيجار 3 شقق معا , ثم تجي بعد ذلك علاواته ومكافآته مقابل قيامه وجلوسه وحركاته وسكونه وذهابه ومجيئه وضحكه وبكائه , وباختصار فمعظم طلباته المالية لاحق له فيها إلا أن عذره القبيح هو انه قد رصد نفسه بأكملها ونذرها للعناية بالمؤسسة فليس اقل من أن يغيث نفسه بما يقويه على هذا القيام والقعود.
وقد تجد ( والحق يقال) أن هذا النوع من المسؤولين القياديين يبحث هنا وهناك داخل المؤسسة أو المرفق ولكن ليس وراء الايجابيات ليحافظ عليها ويطورها ولا على السلبيات ليعمل على إزالتها ولكنك تكتشف أن مجمل همه من بحثه ذاك هو وقف العمل بتلك الإيجابيات وتعطيل اللوائح نفسها وأول ما يقوم به وقف أو تعطيل بل وإلغاء اجتماعات مجلس إدارة المؤسسة , وما حاجته إلى المجلس وهو (الكل في الكل) ولا صوت يعلو فوق صوت مبعوث العناية.
/ بعض قادة الإعلام يحاولون مغالطتنا بمظهرهم لكن سرعان ما ينكشف لنا جوهرهم وهناك من لا مظهر له ولا جوهر … إنهم يقولون مالا يفعلون … يقولون شرقا ويذهبون غربا ليس في السياسة وحدها ولكن في جميع أعمالهم وتصرفاتهم لا صدق لهم ولا مصداقية
/ من هؤلاء القادة من يبحث بين العاملين عمن بدأت نجومهم تبزغ فيسارع إلى قطع الماء والكهرباء عنهم وسد منافذ الأكسجين النقي عن كافة مسامهم فالرأي عند هذا القائد والمسؤول الإعلامي ( الكبير ) أن من بدا نجمه يبرق سيلمع ويخترق حجب السحب قريبا وهذا مالا يسر القائد بل يخيفه فالسماء عنده لاتمطر إلا بتدفق كلماته ولاتنير إلا من سطوع ضوء كشاف قلمه. ليس فيما أقوله أية مبالغات.. إذهبوا إلى كثير من المؤسسات والمرافق الإعلامية وتحروا عما يحدث في أوساط العاملين فيها فستجدونه أكثر غرابة وقساوة مما اقول وسينكشف لكم العجب العجاب .
/ تصوروا … بعض كبار قادة المرافق والمؤسسات الصحفية والإعلامية لم يكلفوا أنفسهم النزول إلى أهم فروع مؤسساتهم في المحافظات رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على قيامهم بإدارة المرفق
/ ومنهم من يكلف احد مرءوسيه في العاصمة بالنزول إلى ذلك الفرع وينزل هذا لتفقد أحوال الفرع فيذهب ويعود كما جاء وكأنك يازيد ماغزيت ومع أن مهمته هي التفقد والاطلاع على ما يجري في الفرع للعمل على وقف الخلل وإزالة السلبيات والتغيير إلى الأفضل فإن كثيرا من هؤلاء المكلفين بالنزول لايكلفون أنفسهم أو قد لايستطيعون النظر إلى الخلل الماثل أمامهم عيانا بيانا ظاهرا بكل قوته وأبعاده يكاد يقول لهم… خذوني بالله عليكم لقد مللت من طول البقاء .
/ تصوروا أيضا أن بعض هؤلاء القادة قد مر على تكليفهم أو تعيينهم في إدارة تلك المؤسسات الإعلامية أكثر من 3 أو 4 أعوام وقد اطلعوا بما فيه الكفاية على أحوالها وعرفوا الكثير عنها وماتحتاجه من قوى وظيفية جيدة قادرة على الإدارة فإنهم يصرون ويصممون على الإبقاء على كثير من قيادات أقسام المرفق في العاصمة أو قاده فروع المحافظات رغم ترهلها في مناصبها وعدم قدرتها على تقديم الجديد والمفيد

قد يعجبك ايضا