ملحان وجبال تعانق السماء
إعداد/محمد محمد العرشي

أخي القارئ الكريم.. أكتب مقالي هذا وبلادنا بجميع فئاتها الاجتماعية متفائلة بقرب تشكيل الحكومة الجديدة لتعيد للدولة هيبتها وكيانها الدستوري والقانوني أقدم لك أخي القارئ الكريم في هذا المقال مديرية ملحان إحدى مديريات محافظة المحويت وكنت أسمع عن هذه المديرية في صغري من أستاذي المرحوم لطف بن أحمد العطاب حيث كان يحكي لنا أن ابن عمه المرحوم الأستاذ محمد العطاب يعيش في ناحية من نواحي محافظة المحويت اسمها ملحان وكان يحكي لنا عن جبل ملحان وكأنه يحكي لنا عن كوكب في السماء ومما كان يحكيه لنا أن أهل جبل ملحان كانوا يشترون البقرة الرضيعة (البهمة الصغيرة) وهي لا تزال رضيعة ثم يقوم أحد المواطنين بوضعها في إناء كبير ويتسلق بها الجبل إلى أعلاه حيث يسكنون ويقوموا بتربيتها حتى تصبح بقرة كبيرة ليبدؤوا الاستفادة منها لأنه في حال شراءها وهي كبيرة سيتعذر عليهم إيصالها إلى قمة جبل ملحان الشاهق الارتفاع وكان أهل ملحان يصعدون ويهبطون إلى تحت الجبل بواسطة الحبال. وعندما كنت في القاهرة في منتصف ستينيات القرن الماضي سمعت من المرحوم القاضي أحمد بن علي الهيصمي المستشار الثقافي في سفارة اليمن في القاهرة والمولود في روحان عام 1333هـ أن أخاه المرحوم القاضي محمد بن علي الهيصمي المولد في 1336هـ في روحان (والجدير بالذكر أنه والد سعادة السفير محمد الهيصمي سفيرنا بلادنا في القاهرة) قد قام بزيارة مديرية ملحان قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962م ولما وصل إلى جبل ملحان وتذكر كيف كان صعوده إلى جبل ملحان فأنشىء قصيدة تعبر عن هذا الموقف فقال:
صعدت إلى ذروة المركع بملحان ذي الجبل الأرفع
رأيت المنايا به شرعا فتى مر فيه فليس ينفذ في ملكه التبع
سوى الثلث وهو كثير كذا رويناه في السنن الأربع
فقلت بأن هنا مصرعي تشيب النواصي سراع
به فحق بأن يدعى بالمنكع
وقد حاولت الاتصال بالأخ العزيز الأستاذ أحمد الهيصمي نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للطرق والجسور – رعاه الله لعله يوافيني بهذه القصيدة التي تعبر عن المعاناة والصعوبة التي كان أبناء ملحان يعيشونها وأفادني أنه لم يعد يتذكر إلا هذه الأبيات التي ذكرتها سابقا وأنه سيحاول البحث عن بقية القصيدة في المستقبل وإرسالها إلي كما أفادني أنه في عصرنا الحاضر قد تم إيصال الطريق الإسفلتي إلى رأس الجبل..
ملحان
مöلúحان بالكسر ثم السكون وحاء مهملة وآخره نون وردت في كتاب (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي) للقاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع أن شيبان وملحان في كلام العرب اسم لكانون كأنهم يريدون بياض الأرض حتى تصير كالملح والشيب وهو مخلاف باليمن. وقال الحسن بن أحمد الهمداني: ملحان بن عوف بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الأصغر وإليه ينسب جبل ملحان المطل على تهامة من ناحية المهجم واسم الجبل ريشان…
وملحان سلسلة جبلية في غربي المحويت سميت باسم ملحان بن عوف بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعه بن حمير الأصغر. وهو جبل اشتهر بصعوبة مرقاه ووعورة مسالكه لأنه منيع حصين وموقعه يشرف على “المهجم” في وادي سردد من تهامه. وكثيرا ما يقرن جبل مöلحان بجبل حفاش لاتصالهما ببعض فلا يذكر أحدهما إلا مقرونا بالآخر وإن كانت تفصلهما سائلة تعرف باسم”ينúور”. والجبلان غنيان بالزروع والفواكه والجدير بالذكر أن جبلي حفاش وملحان يتميزان بأنهما طوال السنة مروج خضراء وذلك لقربهما من مناطق تهامة الدافئة فيكتسبان الرطوبة. وملحان كان يعرف قديما باسم “ريشان” وتكثر الحصون والقلاع في ملحان ومن اشهرها: قرن عنتر (وأذكر أنه في منتصف الثمانينات من القرن الماضي كنت في زيارة للمنطقة مع عدد من موظفي وزارة المواصلات وعند وصولنا إلى منطقة قرن عنتر مررنا على حوض عنتر والذي تتجمع فيه المياه على شكل مسبح كبير ورغب ولدي أسامة أن يسبح في حوض عنتر وقفز إلى هذا الحوض ولكنه لم يستطع مواصلة السباحة كما كان يعتقد وأوشك أن يكون غريقا إلا أن الأخ الوفي/حسين ربيعان “رعاه الله” السائق الذي كان مرافقا لي قفز بملابسه وأنقذه من موت محقق) جبل شاهر وهو أعلا قمة في ملحان حيث يشرف من الغرب على تهامة ومن الشرق على حفاش والمحويت ويوجد في أعلاه مسجدان قديمان حصن الخفيع حصن المركع الذي يقابله حصن الأصابع قرن سيف في بني مليك وهو من الحصون المنيعة وبداخله مواجöل وبöرك للمياه ومبان خرöبه كما يوجد به نفقان من داخل الحصن إلى أسفل الجبل قرن بشير في بني العصيفري وبداخله سد كبير حصن نعوان قلعة الشöجاف قلعة مسعود في منطقة بدح عöكيúبر حصن الصباح.
ويذكر أنه يوجد في رأس جبل ملحان قرن شاهر يقال إنه كان فيه (تسع وتسعون عينا) من الماء ومسجد شريف في رأس جبل ملحان يقال إنه لابد في آخر الزمان أن تظهر ف