يخسرون اليمن ولن يربحوا

أحمد غراب


على حافة الهاوية ومازالوا يحفرون.
أي مجانين هؤلاء يهدمون اليمن ليؤسسوا دويلات على شفا جرف هار !!
كيف يسلم اليمن و فيه حكومات لا تحكمه و جماعات تبيح دمه وأحزاب تتقاسمه وأياد خارجية لا ترحمه ونفوذ يظلمه وتعليم لا يعلمه واقتصاد لايطعمه وامن لا يؤمنه وقبائل لاتفهمه ¿!!
ماذا يحدث في اليمن ¿
سؤال حير العالم لأنه يطرح نفسه في واقع سياسي داخلي إخطبوطي معقد ومتشابك وآخر اقليمي اشد تعقيدا وتشابكا وأكثر امتدادا في أذرعه الأخطبوطية.
باعتقادي ما يحدث باليمن واحد من ثلاثة:
الأول : مقدمة لإقرار واقع جديد مغاير لمأتم الاتفاق عليه في مخرجات الحوار تحدده النتائج التي ستتمخض عنها المعطيات الراهنة بما فيها من تعقيد قد ينتهي في احسن احواله بإقليمين شمالي وجنوبي في دولة اتحادية.
الثاني : استعادة الدولة لسيطرتها وإخراج كافة الجماعات المسلحة من المدن والأرياف واستئناف المرحلة الانتقالية وصياغة الدستور والتشكيل الحكومي دون أي ضغوط داخلية أو إملاءات خارجية.
الثالث : فقدان للسيطرة الداخلية واستمرار الاضطراب والتوتر في البلد مع تنامي وتيرة صراعات الميليشات المسلحة بإتجاه المجهول والاعتماد كليا على الخارج كلاعب رئيسي في تعديل وتغيير موازين القوى ومساحات النفوذ عبر إشعال فتيل الحروب بين الجماعات المسلحة المختلفة وهذا الاحتمال مفتوح بإتجاه المجهول وتشظي اليمن على الطريقة العراقية .
الإطراف الداخلية بحاجة ماسة الى التخلص من حمى المحاصصاتية والتنافسية السلبية واللعب بالأوراق الإقليمية على حساب الهوية الوطنية وفي المقابل يتوجب على الخارج والقوى الإقليمية الخروج من حلبة السباق الكارثة التي صارت ادمانا في ظل النتائج المأساوية التي خلفتها في سوريا والعراق.
وجود الريموت بيد الخارج احد أسباب فلتان اليمن وانعدام الاستقرار فيه ذلك أن حسابات الخارج تعتمد غالبا على الدراسات النظرية والمعلومات المخابراتية وحمى الصراعات التنافسية والندية وهذه التدخلات في مجملها تصنع دولة فاشلة وبالتالي ينبغي على الإطراف الخارجية والدول اللاعبة إقليميا ودوليا أن تركز على حماية مصالحها من خلال دعم الاستقرار باليمن لأن من يزرع شوك الحروب لايحصد عنب الاستقرار.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين