الأندلس .. والموشحات وأقطابه

فؤاد عبدالقادر

 - الأندلس الفردوس المفقود عاش فيها العرب المسلمون سبعة قرون أقاموا فيها وشيدوا فيها حضارة إنسانية خلاقة .. تنوعت ثقافتها بين العلوم والفنون والشعر والأدب والفلسفة حمل
الأندلس الفردوس المفقود عاش فيها العرب المسلمون سبعة قرون أقاموا فيها وشيدوا فيها حضارة إنسانية خلاقة .. تنوعت ثقافتها بين العلوم والفنون والشعر والأدب والفلسفة حمل لواءها مفكرون وفلاسفة وأدباء وكتاب وشعراء وفنانون مسلمين عرب أندلسيون.
كما أنهم أبدعوا في مجالات هندسة البناء الجوامع الحداثة المساجد الموستانات الشنشنيات وجعلوا من المدن الأندلسية واحة غناء.
وقد برز في مجالات الفكر والأدب والشعر والفلسفة عدد كبير من هؤلاء “ابن رشد” وفي الأدب “ابن حزم” الأندلسي .. وفي الشعر “أحمد بن دراج القسطلي” .. وولادة بنت المستكفي .. وابن زيدون .. ويحيى بن الحكم البكري ولقبه الغزالي .. وابن خفاجة وشاعر الموشحات .. ابن زمر .. وابن سهيل الإشبيلي .. والمعتمد شاعر الملوك .. وملك الشعراء .. وغيرهم من الشعراء والأدباء والفلاسفة.
وإذا كنا نتحدث عن الأندلس فيجدر بنا الحديث عن الموشحات الأندلسية يقول الدكتور جودت الركابي عن فن الموشحات الأندلسية: “الموشحات الأندلسية فن جديد عرفه الشعر العربي في الأندلس وقد ظهر فيها في أواخر القرن الثالث للهجرة وأوائل القرن الرابع. وقد رأس فيه المحافظون خروجا على القديم وبدعة شعرية لم يألفوها فانتقدوا لذلك أصحابه وهو قبل كل شيء خروج على نظام القصيدة العربية التقليدية ذات البحر الواحد والقافية الواحدة فالموشحة لا تخضع لبحر بل تتعدد فيها القوافي ويختلف البحر بين أبياتها وأقفالها وكلما كانت الموشحة بعيدة عن بحور الشعر المعروفة كانت أكثر لصوقا بمميزات فن التوشيح”.
لقد ظهر في الشرق منذ القديم محاولات للخروج على نظام القصيدة ورأينا في صدر الدولة العباسية شعراء أمثال مسلم بن الوليد .. وأبي نواس .. وأبي العتاهية يخترعون أوزانا جديدة نظموا عليها بعض أشعارهم كالمزدواجات والمخمسات ولكن جميع هذه المحاولات لم تؤد إلى الموشح ولم ينبعث هذا الفن إلا في بلاد الأندلس.
لهذا يمكننا أن نقول: “إنه منذ نهاية القرن الثالث الهجري بدأت في الأندلس محاولات شعرية في هذا الفن الجديد إلا إنها محاولات ابتدائية وكان علينا أن ننظر مجيء الشاعر “عبادة بن ماء السماء” المتوفى سنة 422هـ لنرى الموشح فنا قائما بذاته”.

قد يعجبك ايضا