مقترحات قبل تشكيل الحكومة
أ.د محمد أحمد السعيدي
أ.د محمد أحمد السعيدي –
على كافة الأحزاب والقوى السياسية تحمل مسؤوليتها في هذه الظروف التي يمر بها الوطن وعصف بمجتمعنا والتي بلغت حدا هو الأسواء على مستوى العالم وذلك بالعمل على ما يلي :
1- الشروع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتمكين المحافظات من ممارسة السلطات المخولة للأقاليم وذلك يتم عن طريق تشكيل حكومة وفاق رشيقة لا تزيد عن 13 حقيبة وزارية كما هو مطبق في البلدان التي تنهج الفيدرالية.
فهذا الاجراء بالإضافة الى كونه سيشكل خطوة إلى الأمام في تنفيذ مخرجات الحوار فإنه سيوفر ملايين الريالات التي شعبنا بأمس الحاجة إليها وهي المبالغ التي تصرف على الوزراء والوزارات التي سيتم الغاؤها .كما انه سنطفئ فتيل الفتنة التي تتفاقم في المحافظات الجنوبية وسحب البساط من تحت أقدام دعاة الانفصال حيث سيقدم لهم البديل الأفضل وهو أن يحكموا أنفسهم تحت ظل راية الوحدة (بتطبيق النظام الاتحادي). وبهذا نكون قد شكلنا حكومة لخدمة الشعب, بدلا من النظر إليها كغنيمة أو وسيلة ارتزاق للعناصر الحزبية .
2- أن تسخر القوى السياسية كل جهودها لدعم القيادة السياسية والحكومة لإنقاذ الوطن وإخراجه من المصاعب التي يعاني منها والتي على رأسها القضية الاقتصادية وتجفيف منابع الفساد والإصلاحات المالية والإدارية وتوفير الأمن والأمان للمواطن وهذه الأهداف لن ترى النور إلا باختيار أكفأ الكوادر وأكثرها ولاء للوطن وأهم من كل هذا النزاهة وطهارة اليد أو العناصر التي لم تتمرغ أيديها بالفساد , لأن العنصر الفاسد مهما بلغ من العلم والكفاءة فإنه بدلا من استخدام قراراه لخدمة الوطن يكرسها لنهب المال العام وإهدار مقدرات الشعب وبهذا يشكل حربا على الوطن والمواطن.
3- توفير المناخ المناسب لتمكين الحكومة الجديدة من النجاح في أدائها وذلك بإيقاف كل المهاتر والمكايد والكف عن كل عمل يودي إلى إعاقة الحكومة والقيادة السياسية أو عرقلتها وشغلها عن الأهداف المرجوة منها وتخويلها بوضع حلول لكل القضايا العالقة دونما ضغوط أو تحريض أو تدخل من الأحزاب والقوى السياسية وذلك بما يؤهلها للعمل كحكومة مسؤولة وقادرة بدلا من تحويلها إلى مجلس ممثلين للأحزاب تكون مصلحة الوطن آخر أولوياتها .
4- كما نناشد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي استخدام حقه الدستوري كرئيس منتخب بتعيين نائب له من المشهود لهم بالولاء للوطن والنزاهة والكفاءة والحنكة على أن يكون من أحد محافظات الشطر الجنوبي, موكدا على الأهمية لتعيين نائب لرئيس الجمهورية في هذه الظروف الحرجة التي يعاني منها شعبنا الصابر المكافح.
وأتمنى من كل قلبي أن تقوم الأحزاب والقوى السياسية ببعث رسالة ود ومجد للأخوة المعتصمين في ساحات عدن رسالة يفوح من ثناياها عبير الحكمة اليمانية وذلك بأن يتم اختيار كافة الوزراء في الحكومة من محافظات الشطر الجنوبي .
إن مثل هذا العمل العظيم إذا ما طبق عن طيب خاطر سيثبت لإخوان أعزاء على قلوبنا أن النظام قد تغير إلى الأبد وأننا على وشك ولوج مرحلة يحكم الشعب نفسه دون وصاية, وفي هذه الحالة تضمحل الجغرافيا وتتوارى كل أصناف التفرقة والاستقواء والمنطقية والأطماع الشخصية والأنانية.
*رئيس مركز دراسات النهضة